تعتبر الزّاوية البوعبدلية الكائن مقرّها ببطيوة شرقي وهران، منهلًا علميًا ينهل منها الطلّاب المتعطّشون لعلوم الدّين وبخاصة علم الفرائض المستعصي حتّى على رجال القضاء والتّوثيق، إضافة إلى أنّها مقام للفَتاوى والفصل في النّزاعات بين الأشخاص. أسّس الزّاوية البوعبدلية التي تقوم على الطّريقة القادرية التيجانية الدرقاوية، الشيخ المهدي البوعبدلي رحمه الله الّذي يُعتبر من أشهر علماء العصر الحديث، حسبما شهد به الشّيخ الإمام عبد الحميد بن باديس الّذي قال عنه: [نزلنا ضيوفًا على العالم الأديب الشّيخ أبو عبد الله آل أبي عبد الله، عالم فصيح اللّسان، صحيح الإدراك، مستقيم الفكر، مهيب الطّلعة، معترف له بالعِلم والفضل، وصادف قدومنا يوم الجمعة فصلّينا خلفه]. ومنذ تأسيسها تحوّلت الزّاوية البوعبدلية إلى منارة لطلب العلم والتفقّه في الدّين بالنّظر إلى ما تزخر به من مخطّطات وأمّهات الكتب المشعّة بنور الإسلام الّتي تركها الشيخ المهدي سراجًا منيرًا لكلّ مَن يرغب في طلب العلم، حيث صارت مقصدًا للمؤرّخين، والطلبة الجامعيين من دارسي الحقوق خاصة، الّذين ما فتئوا ينهلون من علم الفرائض. وما يطغى على زاوية الشيخ المهدي البوعبدلي من نشاطات في السّنوات الأخيرة، هو الفتاوى المقدّمة للسّائلين عن دينهم في العديد من الأمور، وكذا الفصل في النّزاعات وفضّ الخصومات بين النّاس القاصدين الزّاوية لهذا الغرض، هذا فضلًا عن إقامة الصّلوات الخمس وصلاة التّراويح في شهر رمضان.