قال الدكتور أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية في تقديمه لكتاب "الشيخ البوعبدلي ...شهادات ووثائق " إن الشيخ صرف حياته في العلم بالانتقال من الدين إلى الفلسفة فالآداب والتاريخ وصولا إلى عطر المخطوطات. أما الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين فقد أشار في تصديره للكتاب إلى أن الشيخ البوعبدلي تحمل أمانة الإصلاح ونشر العلم النافع وخدمة تاريخ الجزائر لترسيخه في أذهان الجزائريين، كما اعتبر ان مثل هذه المبادرات بمثابة اعتراف بالمجهودات التي بذلها الشيخ في خدمة العلم والتاريخ. ويشتمل الكتاب على أهم الجوانب المتعلقة بحياة الشيخ المهدي البوعبدلي من خلال ما توفر من محاضرات ووثائق مخطوطة ورسائل شخصية تعود للشيخ المهدي البوعبدلي مع تحرير مقالة لها صلة بشخصيته. وقد تم توزيع الكتاب في خمسة أقسام. يتضمن القسم الأول ثلاث محاضرات اشترك أصحابها في الحديث عن الشيخ وتعرض لأول مرة للنشر لما لأصحابها من مكانة علمية واتصال وثيق بالشيخ المهدي البوعبدلي، يتعلق الأمر بالأديب والباحث الشيخ زهير الزاهري، المؤرخ والكاتب الدكتور يحيى بو عزيز وشقيقه الشيخ عياض البوعبدلي. أما القسم الثاني فقد تم تخصيصه للإضافات التي ألحقت بالرسالة التي أعدها الدكتور أبو القسم سعد الله والمعنونة ب"رسائل في التراث والثقافة، مراسلات الشيخ المهدي البوعبدلي (1907 1992 ) والتي تم نشرها في العدد الخامس من كراسات المجلس الاسلامي الأعلى، والتي تحتوي على وثائق نادرة من جملتها رسالة للشيخ الميلي إلى الشيخ بو عبد الله والد الشيخ المهدي، وقصيدة الشيخ مصطفى احمد الزرقاء في الثناء على المهدي البوعبدلي، المرفقة برسالة للأستاذ عبد القادر الزبير مدير الشؤون الدينية بوهران. أما القسم الثالث فقد خصص لعرض ثلاث وثائق في مواضيع متفرقة تتعلق بجوانب مختلفة من حياته. ليتم في القسم الرابع جمع نصين من آثار الشيخ البوعبدلي تمثل الأول في كلمة ألقاها في مجمع البحوث الاسلامية والثاني ملخص حديث قدم بإذاعة الجزائر، فيما اشتمل القسم الأخير على وثائق نادرة التي الاطلاع عليها بمكتبة الزاوية البوعبدلية والتي تتضمن تحريرا في شكل مذكرات يومية حول رحلة الشيخ البوعبدلي مع الإمام ابن باديس، إضافة إلى ثلاث رسائل بعث بها الشيخ إلى والده من تونس. يذكر أنه تم إعداد هذا الكتاب من طرف الباحث عبد الرحمان دويب وذلك في إطار العدد الأول من الأيام الدراسية التي شرعت المكتبة الوطنية في تنظيمها شهريا ابتداء من شهر ماي الماضي تحت اسم "أيام وأعلام"، والتي خصصت في عددها الأول لشخصية تعد من أبرز الأسماء العلمية والفكرية في الجزائر والمتمثلة في الشيخ المهدي البوعبدلي.