شكل تاريخ وأعمال العلامة الشيخ المهدي البوعبدلي موضوع ملتقى وطني أول انطلقت أشغاله أول أمس واختتم أمس بجامعة معسكر، بمشاركة زهاء 40 باحثا وأستاذا من عدة جامعات من الوطن على مدار يومين يتدارسون فكر وتراث الرجل. وسمح هذا اللقاء الذي ينظم على مدار يومين من قبل مخبر البحوث الاجتماعية والتاريخية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتسليط الضوء على تاريخ ومساهمات الشيخ البوعبدلي (1907-1992) في الحفاظ على التراث الوطني وإبراز دور مجموعة من العلماء في حماية وترقية الهوية الوطنية خلال الفترة الاستعمارية وبعد الاستقلال. وأشار الدكتور عليو محمد من جامعة معسكر إلى دور العلامة المهدي البوعبدلي في نفض الغبار عن التراث التاريخي والديني للجزائر من خلال مختلف الوظائف التي تولاها منها وظيفة مفت ببجاية والشلف وعضوية المجلس الإسلامي الأعلى أو من خلال نشاطه في زاوية الشيخ بوعبد الله ببطيوة (وهران) التي أسسها والده. وأوضح المتدخل أن غزارة علم الشيخ البوعبدلي التي استمدها من دراساته في مدينة مازونة (غليزان) ثم جامع الزيتونة بتونس، حيث التقى بمجموعة من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كأحمد حماني وعلي المغربي ساهمت في تبلور رغبته وتوجهه نحو إحياء التراث القديم والبحث في بعض الحقب التاريخية للجزائر التي لم يسلط عليها الضوء بشكل كاف مثل الفترة العثمانية والتي حاول الاستعمار الفرنسي إهمالها. كما ساهم الشيخ وهو أصيل منطقة بطيوة في تحقيق مجموعة من المخطوطات التاريخية ونشر بحوث تاريخية بمجلة (الأصالة) التي أسستها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الثمانينيات منها دراسة حول الحياة الفكرية في بجاية في عهد الدولة الحفصية والدولة العثمانية وأخرى بعنوان (أضواء على مذكرات الأمير عبد القادر) ودراسات أخرى عن تاريخ مدينتي أرزيو ووهران وغيرها من الدراسات.