عندما يذكر الشيخ المهدي البوعبدلي يسيل لعاب الثقافة وتنفتح سمسم المخطوطات عن كل نوادرها لأن الشيخ المهدي هناك حيث تعرفه الكتب العتيقة والنفائس التي ظلت لوقت قريب حبيسة الرفوف وخزائن الزوايا وأصبحت حجارة للتبرك والمسح فجاء الشيخ البوعبدلي وأخرجها إلى النور، وهاهي المكتبة الوطنية الجزائرية تذكر هذا العلامة الموسوعي في ذكرى وفاته ال 16 لتجعله في صدارة الأعلام. خصصت المكتبة الوطنية صباح أمس، يوما دراسيا حول العلامة الشيخ المهدي البوعبدلي حضرته وجوه تاريخية وثقافية وإعلامية وأشرف على افتتاحه السيد بوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف بمعية الشيخين الدكتور أبوعمران الشيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى والشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، واستهل كلمة الافتتاح الدكتور أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية حيث استعرض الصعوبات التي كانت تواجه الأئمة والعلماء مؤكدا أن العلم مسلكية صعبة ومغرية وفيها تضحيات كثيرة، والشيخ البوعبدلي ممن صنعوا الحدث في العلم والبحث فهو الأديب المحقق والنسابة والمتصوف، ودعا الزاوي شقيق الشيخ البُوعبدلي إذا ما كان في حاجة لترميم المخطوطات فإن المكتبة الوطنية على استعداد لذلك. أما السيد بوعبد الله غلام الله وخلال افتتاحه لهذا اليوم أكد على الأهمية المطلوبة من أجل كتابة التاريخ الوطني الذي ما تزال مصادره في معظمها أجنبية، وأكد أن الشيخ البوعبدلي كان يهتم بالشعر الملحون وحتى بدقائق الكلام العائلي والنكت. أما رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمان شيبان، فقد أكد أن البُوعبدلي قد أدرك الشيخ عبد الحميد بن باديس وقد شهد له الإمام بن باديس بالعلم والاستقامة، وأضاف شيبان أن البوعبدلي أنشأ مكتبة ضخمة من المخطوطات وقد عمل إماما في بجاية ومفتيا وكذا عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، وأضاف ذات المتحدث أن الاحتفاء بهذ الرجل الموسوعة توجب الإلتفاتة إلى آثاره ثم جمعها ودراستها فبذلك يخلد أثره. الدكتور أبوعمران الشيخ أكد أنه تعرف على الشيخ المهدي بتلمسان 1962 وأكد، أن الشيخ البوعبدلي زيادة على كونه فقيها وإماما كان يهتم بالتاريخ وأيضا بالتاريخ العمراني وكان يصحح أخطاء المستشرقين التي وردت في كتبهم، وأكد أن المجلس عنده مشروع لجمع آثار الشيخ المهدي البوعبدلي وهذا بفضل شقيقه الشيخ عياض، والمجلس الإسلامي الأعلى سيقوم بطبع وتوزيع آثار الشيخ بالمجان. أما شقيق الشيخ المهدي البُوعبدلي، الشيخ عياض، فقد سبح هو الآخر في التاريخ القديم لمنطقة طيوة بآرزيو حيث نشأ البوعبدلي. وركز الدكتور لقبال موسى على إنتاجات الشيخ البُوعبدلي وحضوره ملتقيات الفكر الإسلامي ومساهماته في المجلات ك "الأصالة" و"الثقافة" والجرائد الوطنية والكتب التي ألفها حول مدينة وهران والمخطوطات التي حققها. وأكد الأستاذ محمد الهادي الحسني أن البُوعبدلي هو زيتوني يكتب في التاريخ ولم يهتم بما تخصص فيه مثله مثل مولود قاسم الذي تخصص في الفلسفة ولم يكتب منها مقالا واحدا وهذا يأتي ردا على المدرسة الفرنسية التي سماها مولود قاسم بالترسانة التاريخية.