ندد البروفيسورات على مستوى المستشفيات، بالطريقة التي اعتمدتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات في سحب رئاسة المصالح الطبية منهم، حيث قالوا إنها ”مسيّسة”، وغير بريئة. قال البروفيسور خياري محمد المختار، الذي تم تجريده مؤخرا من تسيير مصلحة طب الأطفال بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، في اتصال ب«الخبر” أمس، إن عملية إحالة الأساتذة القدامى على التقاعد ليست بريئة، خاصة إذا علمنا أن من بين المرشحين في المسابقة الوطنية لشغل منصب رئاسة المصالح الطبية، من تجاوزوا السن القانوني للتقاعد في الوظيف العمومي، وهو 60 سنة. وأضاف البروفسور، ”إن التعسف في استعمال السلطة داخل المصالح الطبية مثلما يدعيه البعض لا علاقة له بالسن، ولا بالأقدمية في المهنة، فبعض رؤساء المصالح يتعاملون بطرق أكثر تعسفا من الرؤساء المرسمين”، مشيرا إلى أن تعيين 410 بروفيسور جديد من شريحة الشباب أمر مبالغ فيه، وكأن وزارة الصحة استحدثت مناصب لتشغيل الشباب”. وتعقيبا على التصريحات التي أطلقها رئيس نقابة الاستشفائيين الجامعيين حول إحالة جميع الأساتذة الذين جردوا من رئاسة المصالح على التقاعد، قال البروفيسور خياري، رئيس النقابة، ”ليس الوزير الأول من يصدر أمرا من هذا القبيل، لا يمكن فهم مثل هذه المبادرة، فرئاسة المصلحة ليست رتبة، بل هي وظيفة تتطلب دراية بالتسيير وعقلية استشرافية ونضجا نفسيا”. وحول نفس النقطة، أفاد البروفيسور شاوش حسين، الذي تم تجريده هو الآخر من تسيير مصلحة جراحة الأوعية الدموية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في الجامعة، أن عملية تسوية ملف التقاعد الأساتذة القدامى مسيس، متسائلا ”كيف يجرد بروفيسور أفنى عمره في خدمة القطاع الصحي، من رئاسة المصلحة الطبية دون سابق إنذار”. ويشاطره الرأي رئيس مصلحة أمراض وزرع الكلى بمستشفى نفيسة حمود بحسن داي، بارني سابقا، البروفيسور حدوم فريد، الذي قال إنه لا بد من تحديد السن القانوني لخروج الأساتذة القدامي إلى التقاعد، وتهيئتهم نفسيا قبل تبليغهم بالقرار. من جهته، أكد البروفيسور جيجلي، رئيس النقابة الوطنية للأساتذة الاستشفائيين الجامعيين، بأن نقابته هي من فتحت ملف التقاعد الخاص بالأساتذة الاستشفائيين القدامى، بعد تبنيها سياسة تجديد رئاسة المصالح الطبية، حيث طلبت من السلطات المركزية إخراج جميع الأساتذة الذين بلغوا سن التقاعد من شبكة الوظيف العمومي سواء كانوا بروفيسورات، أطباء أو أطباء مساعدين، لكن ما حدث يواصل المتحدث، ”العملية طالت سوى القائمين على تسيير المصالح الطبية، وعددهم 70 بروفيسورا ”. وأبرز المسؤول الأول عن شريحة الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين في السياق، أن النقابة تثمّن مجهودات الأساتذة القدامى، الذين كان لهم الفضل في تكوين أجيال من الأطباء حان الوقت لمنحهم فرصة رئاسة المصالح الطبية، مشيرا في الإطار إلى أن النقابة بصدد التنسيق مع وزارة التعليم العالي من أجل تحديد سن قانونية يحال بموجبها الأساتذة القدامى على التقاعد وإخراجهم من شبكة الوظيف العمومي، ليكشف أن 410 بروفيسور شاب سيستلمون مهام رئاسة المصالح الطبية عبر مختلف مستشفيات الوطن قريبا.