سارعت العشرات من العائلات العاصمية للخروج من منازلها خوفا من الانهيارات للاحتماء بالساحات العمومية. وأعقب الزلزال عدد من الهزات الارتدادية التي امتدت إلى العديد من الولايات المجاورة، على غرار كل من تيبازة، بجاية، تيزي وزو، البويرة، بومرداس وجيجل، إضافة إلى البليدة والمدية. وأحدث الزلزال القوي خسائر بعدد من العمارات الهشة في بولوغين، تمثلت في انشقاقات جسيمة على مستوى بعض جدران وأسقف البنايات الهشة ”بسانت أوجان” وسقوط أجزاء من عمارة 42 بشارع زموري بومدين المقابل لملعب بولوغين التي تضررت من شدة الهزة الأرضية، حيث هلعت العائلات للخروج إلى الشارع دون العودة إلى منازلها نظرا لقوة الهزة الأرضية التي تطلبت نقل البعض إلى المستشفى لاسيما بالنسبة لكبار السن ومرضى القلب والسكري بمختلف البلديات نحو العديد من مستشفيات العاصمة. هيستيريا في بولوغين وعين البنيان وعاش سكان العاصمة حالة من الفزع والهلع الشديدين بمختلف البلديات لاسيما الساحلية منها، على غرار عين البنيان، حيث سارع سكان كل من حي المنظر الجميل و 11 ديسمبر وميناء الجميلة وغيرهم للخروج من منازلهم خوفا من العودة وقرروا قضاء الليلة بالشارع. ووصف أحد سكان وصيادي ميناء الجميلة في عين البنيان المشهد بالفظيع بعد ارتفاع موجات البحر وسماع أصوات قوية ودوي انفجار بالبحر ”كنا عائدين من إحدى خرجات الصيد اليومية والمشهد في البحر أشبه ب”تسونامي” يقول أحد الصيادين. وكانت الحادثة أمس حديث العامة ،حيث راح الجميع ممن عاشوا كابوس الزلزال يروي التفاصيل وحجم الأضرار المادية والنفسية التي خلفها، حيث أجبرت العائلات على المكوث بالشوارع وافتراش الأرض خوفا من الهزات الارتدادية التي تعقب الهزة الأولى، كما أكد البعض على وقوع حالة وفاة بحي تيليملي بوسط العاصمة لإحدى الفتيات في العشرينيات من العمر بعدما رمت بنفسها من الطابق الثاني وهي في حالة انفعال غير إرادية وهستيرية . باب الوادي.. قاطنو البنايات الهشة يأملون الترحيل وألحق الزلزال خسائر مادية جسيمة على مستوى البنايات الهشة في الحي العاصمي العتيق، باب الوادي، حيث شهدت عمارتي 2 و 5 بشارع الداي سقوط أجزاء من الأسقف وانشقاقات كبيرة في الجدران فصلت العمارتين عن بعضهما البعض، إضافة لسقوط كامل لسقف الطابق الثالث بالبناية الهشة الواقعة ب 6 شارع إبراهيم غرافة، ونفس الشيء بالنسبة لعمارة رقم 1 بشارع عمر زرابيب بعد انهيار سقف الطابق الأول نحو مدخل العمارة ،كما شهدت العمارة رقم 2 الهشة والمهجورة بنهج عبد الرحمان ميرة سقوط أجزاء كبيرة من السطح نحو الرصيف الرئيسي مباشرة دون إحداث أي خسائر بشرية وتضرر عدد من العمارات. من جانب آخر، شكلت مصالح بلدية باب الوادي خلية أزمة بخصوص الحادثة، كما أكد رئيس تنسيقيات البنايات الهشة كمال عوفي ل”الخبر” باللجوء إلى الاحتجاج في الساعات القليلة المقبلة في حالة عدم النظر إلى هذه العائلات.