مع بداية العد التنازلي لانعقاد المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، بدأت حرب التصريحات والتصريحات المضادة تشتعل بين فرقاء الحزب العتيد. وفيما يبدو أنصار الأمين العام الحالي للحزب عمار سعداني واثقين من استمراره في القيادة بعد أن أصبح أنصاره من اللجنة المركزية يقتربون من 300، كما يقولون، يؤكد مناوئوه أن هذه المعلومات لو كانت صحيحة لاستجاب سعداني إلى خيار الصندوق في دورة 24 جوان الأخيرة. قال السعيد بوحجة المكلف بالإعلام في الأفالان إن 20 عضوا من اللجنة المركزية المحسوبين على جناح عبد الرحمن بلعياط، قد “التحقوا، بعد انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية، بالشرعية المتمثلة في الأمين العام الحالي للحزب”، ما يجعل، حسبه، عدد أعضاء اللجنة المركزية المؤيدين لعمار سعداني يقترب من 300 من أصل 330 عضو. وأضاف بوحجة أن “قيادة الحزب استطاعت أن تعزز مكانتها بعد تراجع عدد كبير من القياديين وانضمامهم إلى الشرعية، من بينهم عضو المكتب السياسي السابق قاسة عيسي الذي سلم وثائقه للحزب”. لافتا إلى أن “ذلك سيفتح المجال واسعا أمام اللجنة الوطنية لتسيير المؤتمر حتى تجمع الصفوف، وتصفي كافة القضايا العالقة منذ المؤتمر التاسع”. وفصّل بوحجة في كلامه قائلا: “حاليا يلتف حول القيادة كل الذين كانوا محسوبين على علي بن فليس وأيضا من جماعة التقويم والتأصيل التي كان يقودها عبد الكريم عبادة، ولم يبق مع بلعياط سوى 20 عضوا، ما زالوا يتمسكون بمواقف غير واقعية وليس لها أي أساس قانوني ما يجعلهم يغردون خارج السرب”. وأبرز بوحجة أن “موقع عمار سعداني في الحزب قد تعزز بعد الدورة الأخيرة للجنة المركزية، وهو اليوم في مركز قوة يؤهله لأن يستمر في منصبه خلال المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في شهر سبتمبر”، مشيرا إلى أن “سعداني من الممكن جدا أن يترشح، وإذا قام بذلك فلن ينافسه على رئاسة الأمانة العامة للحزب أحد”. واعتبر بوحجة أن “العلاقة الأقرب يُفترض أن تكون بين رئيس الحزب والأمين العام له وليس مع وزير”، قاصدا بذلك نفي ما تردد على لسان الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم أن الرئيس بوتفليقة يسانده للعودة إلى سدة الأمانة العامة. وأوضح بوحجة أن “الرئيس بوتفليقة لو كان على خلاف مع سعداني، لما استدعاه للحديث باسم الحزب في مشاورات الدستور، ولما أعطاه الضوء الأخضر لتنشيط حملته الانتخابية في الرئاسيات”. وبشأن حقيقة دعمه للأمين العام للحزب عمار سعداني، قال قاسة عيسي المحسوب على جماعة بلعياط الداعمة لعودة بلخادم، إنه لم يغير مواقفه وما زال يرى في قيادة سعداني “غير شرعية لعدة أسباب موضوعية”، موضحا أن ما قاله “بوحجة عار تماما عن الصحة وهو ليس بمستغرب من شخص يغير مواقفه باستمرار”. وحول ما إذا كان قد أعاد وثائق كانت بحوزته إلى الحزب مثلما قال بوحجة، ذكر عيسي أنه أعاد مؤخرا “جهاز فاكس خاصا بالحزب كان يستعمله في إرسال بيانات الحزب، إلى جانب ختم المكلف بالإعلام في الأفالان لما كان عضوا في المكتب السياسي للحزب”، منبها إلى أنه “سلمهما إلى مسؤول إدارة الحزب عزيز جوهري، وليس إلى عمار سعداني، لأن الأخير، حسبه، لا يمثل الحزب”. وأضاف أن جماعة سعداني “اتخذت من ذلك ذريعة لاتهامه بأنه سرق معدات الحزب وإحالته على لجنة الانضباط”. متسائلا “ماذا يمكنني أن أفعل بجهاز فاكس؟”، قبل أن يستطرد “أتمنى أن يعيد سعداني ما أخذه أيضا”. واتهم قاسة عيسي المجموعة المحسوبة على عمار سعداني، بالتحضير إلى “تزوير إرادة مناضلي الأفالان في المؤتمر القادم، من خلال توزيع البطاقات على الموالين لهم، وتصفية القياديين عبر لجنة الانضباط”. مشيرا إلى أن سعداني لو كان متيقنا من استحقاقه للأمانة العامة لفتح الباب أمام الصندوق في الدورة الماضية التي شاركنا فيها استجابة لرغبة رئيس الحزب”.