انتهت ساعات الهدنة مع حلول الثامنة من صباح يوم أمس الجمعة، وسط تأكيدات صهيونية بأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وصلت إلى طريق مسدود، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية أن صفارات الإنذار تدوي في أغلب مدن المنطقة الجنوبية. ذكرت مصادر خاصة ل«الخبر”، أن المخابرات المصرية حاولت تجديد الهدنة مدة 72 ساعة أخرى، لكن “الوفد الفلسطيني لم يوافق على ذلك، وأعلن أنه مستمر في التفاوض”، على ما أفاد سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس. وأشارت المصادر إلى أن الوفد الفلسطيني أبلغ الوسيط المصري أن المقاومة ليست في وارد تمديد جولات إضافية، وأن المطالب الأساسية للمقاومة يجب أن تحقق، وفي مقدمتها رفع الحصار بشكل كامل. واستشهد شاب وأصيب 12 مواطناً، في اليوم الأول من استئناف العدوان على غزه الذي شهد أيضاً إطلاق مجموعة من الصواريخ نحو مناطق الاحتلال، في حين بدأت قوات الاحتلال التمركز على تخوم القطاع. واستأنفت المقاومة الفلسطينية قصف البلدات المحتلة المحاذية للقطاع بالصواريخ وقذائف الهاون مع إتمام العدوان الإسرائيلي واسع النطاق المتواصل على قطاع غزة أسبوعه الرابع. ودوت صفارات الإنذار بلدات فلسطينالمحتلة، ومن جهتها، هددت قوات الاحتلال بالرد إذا استمر المسلحون الفلسطينيون في شن هجماتهم الصاروخية على القرى والبلدات المحتلة. وقالت مصادر إسرائيلية إن أكثر من 40 صاروخاً أطلقوا من قطاع غزة باتجاه مواقع إسرائيلية منذ ساعات صباح الجمعة في أعقاب انتهاء فترة الهدنة المؤقتة التي دعت إليها مصر واستمرت ثلاثة أيام، وأضافت أن مستوطنين اثنين أصيبا بجروح أحدهما بصورة متوسطة إلى بالغة والآخر بجروح طفيفة جراء سقوط الصواريخ. ودعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الوفد الفلسطيني في القاهرة، أول أمس إلى عدم تمديد وقف إطلاق النار إلا بعد الموافقة على المطالب الفلسطينية وفي مقدمها إنشاء ميناء في غزة، وتوعدت باستئناف القتال. وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام في كلمة متلفزة: “نهيب بالوفد الفلسطيني المفاوض ألا يمدد وقف إطلاق النار إلا بعد الموافقة على مطالب شعبنا وعلى رأسها الميناء، وإذا حصلت الموافقة فيمكن التمديد وإن لم تتم الموافقة فإننا نطالب الوفد بالانسحاب من المفاوضات، وإن مقاومتنا قادرة على فرض شروطها وشروط شعبها”. وأكد أن كتائب القسام وفصائل المقاومة جاهزون للانطلاق في المعركة من جديد وسنضع الاحتلال في معركة استنزاف كبرى ونستدرج الاحتلال في حرب برية واسعة ونلحق به آلاف القتلى ومئات الأسرى. يذكر أن سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس قال في حواره، أمس ل«الخبر” إن تمديد الهدنة ل72 إضافية لم يكن مطروحا للنقاش والأخبار عن التمديد عارية عن الصحة. ويبدو أن مطالب الجانبين الفلسطيني والاحتلال تتعارض تماماً، إذ إن إسرائيل تطالب بأن تضع حماس والمقاومة أسلحتها، الأمر الذي ترفضه قطعياً حماس.