عرفت أسعار النفط تراجعا محسوسا خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث أضحى سعر برميل برنت بحر الشمال قريب من سقف 100 دولار، فاقدا بذلك قرابة 6 دولارات خلال أيام. ورغم الأزمة الأوكرانية القائمة والتوتر السائد في العراق وليبيا وسوريا، فإن أسعار البترول بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال لتسليمات أكتوبر، عرفت انخفاضا محسوسا، إذ قدّرت ب102 دولار للبرميل بانخفاض نسبته 0.9 في المائة، بينما بلغ مؤشر سعر البرميل في بورصة نيويورك “ويست تكساس أنترميديات” 95.1 دولار للبرميل. ويأتي هذا التطور في وقت بلغ فيه إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” مستوى قياسيا، إذ قدّرت ب 31.03 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لإنتاج المنظمة منذ سنة، وساهم في عودة الإنتاج النفطي النيجيري والليبي، فضلا عن تجاوز حصة المملكة العربية السعودية التي قاربت 9 مليون برميل يوميا في تسجيل فائض في العرض، يضاف إلى ذلك الفائض السابق الموجود والنالتج عن إنتاج دول خارج المنظمة، وهو ما يسمح بتوفير عرض أكبر من الطلب العالمي الذي يشهد استقرارا خاصة لدى الدول الصناعية المنضوية في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. علما أن الهيئة الأمريكية للطاقة والوكالة الدولية للطاقة توقّعتا بلوغ الطلب العالمي 92.7 مليون برميل يوميا بمعدل ينحو قليلا إلى التراجع بفعل تأثر الدول الصناعية بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية. تجدر الإشارة أن سعر التوازن في الميزانية الجزائرية يقدّر ب 100 دولار للبرميل، في حين أن معدل سعر النفط الجزائري يقدّر حاليا بحوالي 109 دولار للبرميل.