نجت، مساء أول أمس، طبيبة داخلية بمصلحة الاستعجالات في مستشفى سليم زميرلي بالحراش، من محاولة اعتداء من قبل شاب مريض، قام بإغلاق باب قاعة الفحوصات بعد نشوب مناوشات كلامية بينهما، ما تسبب في حالة هلع كانت وراء تدخل زميل لها على مستوى نفس المصلحة، قبل أن يباغته شاب كان يرافق المريض، حيث انقض عليه وحاول خنقه، لولا تجند أعوان الأمن والعمال لفض النزاع، قبل حضور دورية الشرطة. شهدت مصلحة الاستعجالات الجراحية التابعة للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة، سليم زميرلي بالحراش، حادثة اعتداء تسببت في حالة استنفار تطلبت الحضور المستعجل لمدير المستشفى ومسؤوليه. وحسب جمعي محمد، المدير العام لهذه المؤسسة، فإنه لحسن الحظ لم يتم تسجيل أية ضحية، بفضل تجند جميع مستخدمي المصلحة من مختلف الأسلاك. وحسب محدثنا، فإن الحادث وقع ليلة أول أمس، حينما قدم إلى مصلحة الاستعجالات شابان بغرض العلاج، وبعد دخول أحدهما لإجراء الفحص الطبي، حدثت مناوشات كلامية بينه وبين الطبيبة الداخلية، لتتفاجأ بالمريض وهو يهرول لغلق الباب، حيث لم تتمالك نفسها، طالبة النجدة، قبل أن يتدخل زميلها في المصلحة لإنقاذها من محاولة الاعتداء عليها. لكن الطبيبين تفاجآ بالشاب المرافق للمريض وهو ينهال على الطبيب في محاولة لخنقه، ما أحدث حالة من الهلع وسط مستخدمي المصلحة والمرضى الذين قصدوها طلبا للعلاج، ولحسن الحظ، يقول مدير المستشفى، تم فض المناوشة، ليغادر الشابان المعتديان المصلحة قبل حضور أعوان الشرطة. وفي هذا الإطار، قال جمعي محمد، المسؤول الأول عن المؤسسة الاستشفائية، إن هذا النوع من الحوادث يسجل على مستوى مختلف مستشفيات الوطن، واستبعد أن يكون وجوده في منطقة آهلة بالسكان كالحراش سببا مباشرا في تعرض الأطباء أو العمال إلى اعتداءات من قبل المرضى أو مرافقيهم، لأن الأمر يتعلق بذهنيات ورثها الجزائريون في السنوات الأخيرة، وكانت وراء تغير سلوكياتهم. وحسب محدثنا، فإنه منذ مجيئه على رأس المستشفى ورث عجزا كبيرا في التنظيم أثر على السير العادي لمختلف المصالح خاصة الاستعجالية. وكشف في هذا الإطار عن مشروع تم عرضه على المجلس الطبي، يتعلق بإعادة هيكلة جزئية لمصلحة الاستعجالات، في انتظار افتتاح مصلحة جديدة هي حاليا قيد الإنجاز. وسيتم، بناء على العملية التي ستنطلق الأسبوع المقبل، تخفيف الضغط عن مكتب الاستقبال، وتوحيد المدخل الرئيسي لمصلحتي الاستعجالات الطبية والجراحية، إضافة إلى استحداث وحدة فرز، لأول مرة، لتعزيز مكتب الاستقبال ورفع الضغط عن قاعات الفحوصات، وهو ما سيؤدي إلى مراقبة حركة المرضى الوافدين إلى مصلحة الاستعجالات ومنحهم أحسن خدمة علاجية. السلك الطبي يدفع ثمن غياب الأمن وكان مستشفى الرويبة، شرقي العاصمة، قد سجل حادثة اعتداء مماثلة في شهر جوان المنصرم، راح ضحيتها طبيب مقيم وممرضة، ما دفع بكافة عمال المستشفى من أطباء وباقي الأسلاك لشن وقفة احتجاجية تنديدا بغياب الأمن. كما شهدت نفس المؤسسة الاستشفائية، في مارس الماضي، اعتداء مرافقي مصاب بجروح بليغة على السلك الطبي وبعض التجهيزات، بسبب تعطل نقل زميلهم إلى مستشفى متخصص في الحروق. ويأتي هذا الاعتداء الجديد ليضاف إلى قائمة طويلة من الاعتداءات التي يتعرض لها باستمرار الطاقم الطبي في مستشفيات ومراكز استشفائية عديدة، ويتذكر الجميع القضية التي زعزعت الرأي العام، حينما اعتدى مرافقو مريضة بالضرب المبرح على طبيب مقيم. ومنذ حوالي أكثر من 4 أشهر، شهد مستشفى زميرلي بالعاصمة وضعية أخطر، حين تم استعمال “فيميجان” في معركة بين مرافقي مريض وأعوان أمن المستشفى، بعد سوء تكفل بزميلهم، حسبهم.