برغم الصعوبة الكبيرة التي واجهها المنتخب الجزائري المونديالي، صاحب المركز الريادي في تصنيف “الفيفا” بالنسبة للمنتخبات الإفريقية، إلا أن أغلب لاعبي “الخضر” اقتنعوا بأن المباريات لا تتشابه، وبأن الأمر يتعلّق بالمستوى العالي، في إشارة إلى “النجوم” التي تكوّن منتخب مالي، على غرار النجم سايدو كايتا، حيث احتفظ اللاّعبون الجزائريون في ذاكرتهم، بعد نهاية المباراة، بالفوز فقط وبالنقاط الثلاث التي نصّبتهم على رأس المجموعة الثانية، كون النتيجة هي التي تهمّ أكثر، حسبهم، في مثل هذه المواجهات الصعبة والمهمة، وليس الأداء. مباراة الجزائر أمام مالي اختلفت كثيرا عن المباريات السابقة ل«الخضر”، سواء مع المنافس ذاته أو غيره، فقد أكّدت بأن المنتخب الجزائري لم يفقد الكثير من بريقه بعد المونديال، على خلاف ما حدث ل«الخضر” بعد الانتهاء من المشاركة في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، كون المنتخب الوطني لم يتأهّل بعدها إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، بينما واصل المنتخب الوطني سلسلة نتائجه الإيجابية بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، لأن تعثرات المنتخب السابقة، حتى قبل المدرّب غوركوف، سُجّلت أكثر بملعب 5 جويلية الأولمبي. والملفت للانتباه أيضا أن المنتخب الوطني وجد بجانبه كل الجمهور بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حتى وإن كان الجميع عاش على الأعصاب ما يفوق عن الثمانين دقيقة، فلم يتم تسجيل تصرّفات مشينة من الجماهير ولا أعمال شغب بالمدرّجات ولا رشق لأرضية الميدان بالمقذوفات، كما أن الألعاب النارية غابت عن ملعب البليدة، حتى بعد تسجيل كارل مجّاني للهدف الوحيد في المباراة، وتم تعويض ذلك من قِبل المناصرين بأضواء الهواتف النقّالة، وهو ما يؤكد بأن رسالة الاتحادية والمنظّمين وصلت لأنصار المنتخب الجزائري، ما سمح ل«الخضر” بتفادي عقوبة “الكاف” التي بدت وشيكة. ولم يبق أمام المنتخب الوطني سوى الرهان المقبل خارج القواعد حين يتنقّل إلى مالاوي، لأن الفوز يعني ضمان التأهّل بنسبة كبيرة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015، وهي مباراة سيخوضها المنتخب الجزائري بمعنويات مرتفعة، كون تجسيد السيطرة على منتخب مالي القوي منحت ثقة أكبر للاّعبين الذين يراهنون على التأهّل في المركز الريادي، ثم التفكير في التتويج باللّقب القاري الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية. المنتخب الجزائري أطاح مرة أخرى بمنتخب مالي القوي الذي سبق له الفوز عليه في تصفيات “المونديال” وانتزاع تأشيرة التأهّل منه إلى الدور الفاصل، وهو المنتخب الذي خسر بهدف دون رد أمام الجزائر في دور المجموعات ل«كان 2010”، التي شهدت تأهّل الجزائر إلى ربع النهائي على حساب مالي، بمعنى أن مالي خسر أمام ثلاثة مدرّبين ل«الخضر” في الأربع سنوات الأخيرة، وهم رابح سعدان ووحيد حاليلوزيتش وكريستيان غوركوف، بينما لم يلتق عبد الحق بن شيخة خلال فترة إشرافه على “الخضر” بالمنتخب المالي.