اتهم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، قوى داخلية وخارجية بالوقوف وراء ما حدث للعاصمة اليمنية، في إشارة إلى سيطرة مسلحي جماعة الحوثي، أول أمس، على صنعاء، غير أن سيطرة الحوثيين الشيعة على العاصمة فتح شهية الانفصاليين في الجنوب الذين دعوا قادتهم إلى تشكيل مجلس عسكري وآخر مدني للإعلان عن الانفصال عن صنعاء. أصبحت اليمن، التي توحدت في عهد علي عبد الله صالح في 1990، قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، رغم اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة اليمنية مع الحوثيين، وذلك بالنظر إلى تفكك المؤسسة العسكرية وهشاشتها، بعد سيطرة الحوثيين على مؤسسات السيادة في البلد، والتي كشفت، بعد انقشاع غبار المعارك العسكرية والسياسية، تورط نجل الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، في قيادة وحدات من الحرس الجمهوري. ونقل موقع “اليوم برس”، عن مصادر وصفها بالخاصة، أن العميد عمار محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق صالح، قاد مجموعات قتالية ساعدت الحوثيين في معركة شارع الثلاثين بمنطقة شملان وشارع الخمسين، ما يؤكد مشاركة الرئيس السابق صالح في إسقاط العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى القصف الذي كان قد تعرض له مقر الفرقة الأولى مدرع من مواقع، بالإضافة إلى التنسيق المسبق مع القبائل الموالية لصالح في محيط العاصمة صنعاء وتعاونها الكامل مع الحوثيين، على غرار ما حدث في عمران. أما الكاتب الكويتي ناصر الصانع فيرى أن حزب الإصلاح اليمني، أو ما يسمى بإخوان اليمن، رفض الوقوع في “فخ” قتال الحوثيين مثلما حاربهم في اليمن، معتبرا أن قوى خليجية سعت لاستدراج الإخوان المسلمين في اليمن في قتال مع الحوثيين الشيعة، ينتهي إما بإضعاف الإخوان أو القضاء عليهم مثلما حدث لهم في “منطقة عمران”، أو إدراجهم ضمن المنظمات الإرهابية، لكن حزب الإصلاح رفض قتال الحوثيين على أبواب صنعاء، وترك هذه المهمة للأجهزة العسكرية والأمنية، ما جعل الصراع بين الحوثيين والرئيس هادي. وقال الكاتب الكويتي في تحليله للسقوط المريع للعاصمة صنعاء: “وهذا جعل الرئيس هادي والمملكة السعودية ومجلس الأمن في موقف محرج ليبحثوا عن حلول أخرى وتسويه سياسية جديدة لا يمكن تجاهل الإصلاح فيها بأي حال من الأحوال”. أما عبد المالك الحوثي، الذي يقوم رجاله بنقل الأسلحة الثقيلة والخفيفة من العاصمة صنعاء إلى أماكن مجهولة، فقال: “نمد أيدينا للإخاء والسلام والتعاون لحزب الإصلاح، وأنه حزب يمكن أن يعيد لحمته بناء على مبدأ الشراكة الوطنية، كما يتطلب في المرحلة الراهنة إنصاف الجنوبيين ورد مظلوميتهم”.