تضع ”الخبر” صفحة خاصة تصدر كل جمعة، تتضمّن ما جاد به قراء ”الخبر” المشتركون في صفحة ”منتدى الخبر” على الموقع الإلكتروني الرسمي للجريدة. هذا بعض ما كتبه قراؤنا، وتلبية لطلبهم، ها نحن بصدد نشر بعض أفكارهم. وتبقى آراء هذه الصفحة من صنع أقلام القراء ولا تلزم إلا أصحابها. للمشاركة معنا يرجى زيارة منتديات ”الخبر” والتسجيل فيه، فأهلا وسهلا بجميع قراء جريدة ”الخبر”، وإلى أقلامكم: الرابط: http ://montada.elkhabar.com إلى كل امرأة.. تطلّقي منه سيرين/ حواء منتديات “الخبر” اليوم فقط علمت ما هي الحكمة منه ولماذا جعله اللّه يسرا وحلا من الحلول في المجتمع الإسلامي وحبل من حبال النجاة مع أنه أبغض الحلال، إلا أنني قررت أن أتطلّق.. على الأرجح ستهدئون من أعصابي وتطلبون منّي التمهل في اتخاذ القرار وتعلنون أن لكل مشكلة حلا إلا أنني مصرة على الطلاق، وعند سماعكم قصتي مع زوجي السابق حينها يمكنكم الحكم وستقفون إلى جانبي وأنا متأكدة. لقد ضيّعت وقتي وحياتي معه، دون أن أحصد فوائد وإن حصدتها فإثمها أكبر من نفعها. لا أدري أين أصنفه فهو غير إنساني.. ليس من بني البشر.. لقد كان لا يغار عليّ، فكيف لزوج يسمح لزوجته أن تشاهد غيره من الرجال الوسماء طيلة اليوم، وهذا يعني أنه لا يحبني ولا يحب الحفاظ علي كباقي الأزواج ولو كان له ذرة من الرجولة لمنعني من النظر إليهم أو حتى أنبني.. لم ينصحني يوما لأداء الصلوات في وقتها أو العبادات الأخرى، لقد كان يلهيني بالمعاصي كسماع الموسيقى وتأخير الصلوات المكتوبة، فهل هذا زوج يستحق أن أبقى معه؟ لقد كان كل يوم يريني مظاهر المجون، بل وكان يستدعي حلفاءه الشياطين لبيتي. لقد كرهت نفسي وأنا معه طيلة اليوم وحتى سويعات لم أعد أطيقها معه، فكيف بالعمر كله؟ إضافة إلى ذلك فإن زوجي أكبر مسبب للتبذير في بيتي فلقد كان السبب الرئيسي في ارتفاع فاتورة الكهرباء. وبسبب عاداته السيئة وأنانيته الكبيرة فقد تضررت من عينيي وفقدت التركيز مع أنني لازلت في ريعان الشباب.. لقد تسبّب في جروح لي نفسية وعاطفية حتى أصبحت الدنيا سوداء من حولي، فكل الناس يعيشون بالحب إلا أنا، والكل يصرف ويتمتع بهذه الدنيا فهذه تلبس أحلى الماركات، والأخرى تخرج مع صديقاتها وترفّه عن نفسها، أما ذلك الزوج الرومانسي ومعاملته لزوجته ومحبته لها، وهذان من ذهبا لقضاء عطلة في تركيا.. أما أنا.. واجتاحت الوساوس الشيطانية تفكيري وعقلي ونسيت نعم اللّه من حولي. نعم إنه هو السبب. نسيت ذكر اللّه وأسأت الظن به وأصبحت أتذمر لأتفه الأشياء في حياتي.. نعم هو السبب. بسببه نزلت إلى مستوى متدن من التفكير بعد أن كنت المرأة الناضجة والفهيمة القانعة المقتنعة.. أصبحت صلاة الفجر من الماضي، لأنني كنت أسهر معه إلى وقت متأخر من دون أن أستفيد من فائدة في دنياي أو آخرتي. أصبحت أحتقر نفسي لأنني أضيع صلاتي بسببه، وأهمل أبنائي وتربيتهم بسبب إغراءاته الشيطانية، لقد أصبح قلبي غلفا بل ومات نهائيا مع كل نغمة ورقصة موسيقية، لقد أذاني حتى إنني لم أعد أتلذذ بصلاتي كما كنت سابقا، وصرت أحارب نفسي لحمل المصحف الشريف وقراءة ما تيسر منه ولكن دون جدوى.. إنه زوج غير صالح ومن دون دين وخلق، لا أدري كيف وافقت عليه وعلى العيش معه. سأهجره نهائيا وأربح صلاتي وعباداتي. لقد كان في لحظات معدودات يهدم جبالا من الحسنات التي كنت ألمها. في أيام وأسابيع وسنين. سأتطلق منه لقد قررت وانتهى الأمر، لا تطلبوا مني التمهل، فإنكم لا تعرفون زوجي، ولا تعلمون ما هي كنيته. إن زوجي بكل بساطة هو التلفاز! نعم إن التلفاز الذي نضيع بسببه معظم وقتنا ويشاركنا البيت مثل أي زوج ديوث غابت عنه قيم الرجولة والشهامة وليس بصاحب أو صديق، لأن المرء عادة يقضى معظم وقته في بيته مع زوجه أكثر من أي أحد آخر. حقا، لقد ألهاني عن صلاتي ومع كل لقطة تشهد عليها عيني، ومع كل نغمة أسمعتها لأذني فانساقت لقلبي عن طريق بريد الزنا، فأصبح كالحجر في صدري، فلا صلاة أحس بها ولا خوف الخشية عرفت. لقد سارت الشياطين تسرح وتمرح في بيتي بعد أن كان هادئا ساكنا أما اليوم فالمشاكل والعراقيل والحقد والبغض والحسد. لذا قررت أن أطلقه نهائيا وأرتاح وأريح ضميري، وأسارع لما فاتني من عبادات، وأتوب عن كل حاسة من حواسي استعملتها من أجل التلفاز من العينين والأذنين واليدين.. وبعد أن علمتم من هو زوجي.. هل ستدعمون طلاقي؟ إلى كل امرأة مرتبطة بهذا الزوج اللعين: اتركيه لتفوزي بما هو أعظم.. حول الجمال والفن عندنا حامدي عبد العزيز استفزَّت التصريحات الفجة للفرنسية “جنيفييف دو فونتني”، أثناء حفل اختيار ملكة جمال الجزائر، كل الجزائريين، وحُقَّ لها ذلك، لكنها رأت منهم قوة اعتزازهم باستقلال وطنهم فيما تناهى إلى مسامعها من تغزّل “بجمالها الباهر” الذي أغراها- مع ما حظيت به من استقبال كبير- بأن تجعل “جميلات الجزائر” مجرد نفحة من جمال الفرنسيات، أو أثرا “مباركا” من آثار آبائها المدمّرين بالجزائر. لعل هذا الحدث يشي بوجود خلل واطِّراب في تصور الجمال وفهمه عندنا وعندهم، أما عندهم فقد ظهرت نظريات كثيرة جدا عن الفن والجمال، منها نظرية التناسب الإغريقية التي نظرت للفن على أنه الجمال المطلق المتمثل في محاكاة الطبيعة، ونظرية اللعب التي يذهب روادها إلى أن اللعب يقترب كثيرا من الفن وهذا هو الشكل الأعلى للموهبة. ومن النظريات القديمة أيضا النظرية التقنية التي يرى أصحابها أن العمل الفني وسيلة يستخدمها الفنان لإثارة الانفعال في نفوس الجماهير، وثَمّة نظريات حديثة ربطت بين الفن والغريزة الجنسية، وغيرُها جعل الفن تعبيرا عن انفعالاتنا بخلق تجربة خيالية أو فعل خيالي، ونظريات أخرى كثيرة أدّت كلها في النهاية مع التراكم المعرفي إلى نَحْت صورة للفن والجمال ليس كما هو في ذاته بل كما فهمه الغرب، وروّج له في العالم بكل الوسائل ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، ومسابقات ملكة الجمال هي إحدى سُبل تسويق هذا المفهوم الغربي للجمال، وهو يلقى عندنا رواجا كبيرا، رغم أنه يختلف اختلافا صارخا عن مفاهيمنا الجمالية ورؤيتِنا للفن لاختلاف الأطر الفكرية والإيديولوجية، وتبعيتُنا للغرب المتطور تغريه دوما ببسط سيطرته الفكرية علينا، إذ منتجاته المادية التي لا يمكننا الاستغناء عنها تحمل في ثناياها غالبا روحا غربية تؤدي إلى تغيير مفاهيمنا بالقوة الناعمة، مع إدراكهم التام لاختلافنا عنهم. إن اختلاف المجتمعات يستلزم اختلاف المفاهيم، ومحاولة فرض مفهوم الجمال عند الغرب على المجتمعات الأخرى محاولة يائسة رغم نجاحاتها على أكثر من صعيد، واستفزاز الهُويات القطرية كثيرا ما يجعلها تنكمش على نفسها دفاعا عن وجودها، ولعل هذا ما لم تدركه “جنيفييف” ووَهِمت أن مئة وثلاثين سنة من الاحتلال كافية لإلحاق المجتمع الجزائري بآبائها (المتحضرين)، لكن الجزائريين ذكَّروها أن الجزائر جزائرية، فأمضت ساعاتها بالجزائر على وَجل ثم اندحرت إلى بلدها غير مأسوف عليها عازمة على عدم العودة لا أعادها اللّه. لكن اعتزازنا بانتمائنا لوطننا لم يصحبه اعتزاز كافٍ بثقافتنا وهويتنا، والحديث عن الجمال لا يعني فقط جمال المرأة، فإنه لا تخلو حضارة من أبعاد جمالية تستقرّ في مفاصلها وتنتشر في كل نواحيها، لكن الغرب يوهمنا- في ظل ضعف وفائنا لهويتنا- أن الجمال كلَّه تجمَّع وتمثَّل امرأةً في جسد، وحيث إنه لا حياة بلا جمال فلا بد لهذا الجسد أن يكون حاضرا في معارض السيارات، وفي كل الإشهارات والإعلانات، وفي كل المسابقات الرياضية والقتالية، وفي الحياة المدنية والعسكرية وفي كل مكان. وأعتقد أن المرأة الجزائرية وهي ترتدي ألبسة غربية تحت عنوان “المودة” تعي تماما أنها غريبة عن هويتها شيئا ما، لكن انبهارها بالحياة الغربية والترويج الواسع في إعلامنا للجمال بمفهومه عندهم، احتواها بلطف خبيث، حتى أصبح الحجاب والحايك الجزائري الأصيل من عادات (الجاهلية)، وأصبحت الألبسة الخادشة للحياء والمُهينة للمرأة من سيما التحضّر! وتسرَّب هذا الفهم لعقول أبنائنا وبناتنا، فنشأت نافرات من السّتر حتى لا أقول كارهة له، وغدَا شبابنا يرى الجمال في ما يستقبحُه الذَّوق السليم من تسريحات شَعر غريبة وارتداء سراويل ممزقة أو كاشفة للعورة وهلمَّ جرّا، ما جعلني أتساءل: أين الجمال في مثل هذه المظاهر؟ ثم أنتبه بعدها إلى أنها على مقاييس هويتنا الجزائرية ليس فيها أي جمال، وأننا نستورد مفاهيمنا حول الفن والجمال مع ما نستورده من منتجاتهم. ولا تتوقف مشكلة الجمال عند اللباس، فكلامنا لا يكون جميلا راقيا إلا إذا طعّمناه بكلمات فرنسية ولو كان كله بالفرنسية فما أروعه! ومن لا يحب البيتزا والهمبرغر وبيبسي وكوكاكولا فذوقه سيئ، وحتى تكتمل دورة الجمال في حياتنا فلا بد من تجهيز دورات المياه في منازلنا بأحواض انجليزية، وينبغي أن تكون جامعاتنا وفية للمعايير الدولية والعالمية فنبني بها كل المرافق إلا المُصَلّيات، ويجب الاهتمام الكامل بالنظريات الحديثة في كل التخصصات ولا بأس بتوجيه ما بقي من طاقاتنا إلى التاريخ واللغة العربية والعلوم الشرعية وما ذهب مذهبها مما لا مستقبل له في عالم اليوم، وعلى كل شاب أن يملك صفحة على الفايسبوك حتى لو ملأها بالتفاهات، وأن يملأ هاتفه بالأغاني الغربية أو الشرقية ولا تفارق السماعات أذنه ليلا أو نهارا، ولا يكون متفتحا على العالم حتى يستكمل اهتماماته برفيقةٍ أو حبيبة سواء في المدرسة أو الجامعة أو غيرهما، وعند بناء سكنات اجتماعية أو أحياء جديدة ينبغي مراعاة خصائص الأسرة الحديثة لا الأسرة الجزائرية، فلا بأس إذا كان الحي الجديد بعيدا عن المرافق العمومية والأسواق والمحلات ولم تكن هناك مواصلات، لأن كل أسرة جزائرية تملك سيارة على الأقلّ ولا يزيد عدد أفرادها على الخمسة في الحد الأقصى! وهكذا قل ما شئت في كل مجال، تجد المفهوم الغربي للجمال قد تسلّل إل هناك بشكل ما. لعلَّ قارئا لهذا الكلام يقول إني أستدرجه بأناة لأقنعه بضرورة الرجوع للمفهوم الإسلامي للجمال فأرميَه على أعتاب الإسلاميين المُتبنِّين له مع اختلافهم في أخذهم به وفهمهم له، إلا أن هذا ليس دقيقا على الإطلاق، فلكل مجتمع ثقافته ومفاهيمه الجمالية أنتجها بنفسه خلال تقلبه في الحِقب والعصور. وأذكر عندما استضافت الجزائر المهرجان الإفريقي سنة 2009، حدث أن ظهرت نساء إفريقيات بصدور عارية في حفل الافتتاح واستنكر الجزائريون هذا كثيرا لأنه يخدش حياءهم ويستفز مفهومهم للجمال، بينما يُعتبر هذا الأمر تعبيرا عن الثقافة الإفريقية الأصيلة عند أصحابها. فما الذي يجعلنا في حاجة إلى المفاهيم الغربية الغريبة عنا؟! ومن ثمَّ يكون الحديث عن البعد الإسلامي للجمال تحصيل حاصل لأن الإسلام جزء لا يتجزأ من هويتنا، على أن هذه الهوية لها أبعاد أخرى وكلها ذوات عمق جمالي، ولذلك تختلف عادات إخواننا في منطقة القبائل عن عادات إخواننا في الجنوب، وتختلف تبعا لذلك أساليب الحياة واللباس والكلام وغيرها، أفلا يستحق كل هذا أن نعتز به ونفخر؟ ولا ننسى أن وفاءنا لمفاهيمنا التي أنتجتاها بأنفسنا يفرض على الآخر احترامنا بشكل يختلف تماما عن احترامه لنا عند تبنينا مفاهيمه. على أن الجمال كما يراه الغرب ليس شرّا كله فربما غلِط المخطئ بصواب، ويبقى المُعوَّل عليه هو قدرتنا على التصفية والاختيار مع ضرورة تسويقنا لمفاهيمنا بذكاء، وهنا نسجل نقصا كبيرا جدا وضعفا واضحا في خطابنا لأبنائنا الذين تستهويهم الحضارة الغربية، كما أن المسجد لم يجدد خطابه بما يتناسب مع التحديات الراهنة، ولعل من أمثلة هذا أن كثيرا منا لا يكاد يعرف من الصحابة رضوان اللّه عليهم رجلا أسود اللون إلا بلال بن رباح رضي اللّه عنه، وهذا خطأ كبير ساهمت في الترويج له المسلسلات التاريخية، والواقع أن أسامة بن زيد رضي اللّه عنه كان كما يصفه المؤرخون أسود أفطس، فلماذا لا يذكر خطباؤنا هذه المعلومة المهمة التي من شأنها أن تصحح مفهوما خاطئا حول الجمال ويكتفون بذكر اختيار النبي صلى اللّه عليه له لقيادة الجيش المعروف ببعث أسامة؟ لكن الذي لا يعرفه معظمنا أن لقمان الحكيم كما جاء في تفسير ابن كثير كان عبدا حبشيا، وقيل إنه كان من سودان مصر ذا مَشافر، وقيل أيضا إنه كان عبدا أسودا عظيم الشفتين مشقق القدمين، وهذه الأمثلة في ثقافتنا الإسلامية ينبغي استخراجها من الأرشيف لما لها من أثر حميد على مفاهيمنا. وبعدُ، فإن هذا الثَّلم الذي أصاب فهمنا للجمال أصاب فهمنا للفن أيضا لأنهما لا ينفصلان، فلا فن دون جمال ولا جمال دون فن، فصار الفن عندنا عاجزا عن الارتقاء بالذوق الإنساني، قاصرا عن التعبير عن حياتنا وهويتنا، عارٍ في كثير من مظاهره من بصمة الإنسان الجزائري ورائحته وطعمه كأنه فن من كوكب آخر، وهذا في نظري أحد أسباب انصراف المشاهد عن الأفلام والمسلسلات الجزائرية لأنها لا تعبِّر عنه ولا يجد فيها أثره، كأنها أفلام خيالية. إن موضوع الجمال والفن ذو أهمية بالغة في حياتنا كلها، وقد صار اليوم هو الشغل الشاغل لكثير من شبابنا لكن على غير انتباه لعمق المسألة، نحن بحاجة إلى الجمال والفن في تربية أبنائنا وتعليمهم، وفي تكوين طلبتنا وتوجيههم، وفي بناء أُسَرنا وعلاقاتنا الاجتماعية، وفي تعمير بلادنا وتسييرها، فيَجْمُل بنا إذن أن نعطي القضية حقها من الدراسة الجادة والتوظيف السليم، وإن كانت مفاهيمنا قد أُصيبت بأذى فإنّه لم يبلغ منها مَقتلا، ولا تزال الفرصة قائمة للنقاش والتصحيح والاستدراك. منطق الأخلاق.. والسياسة عبد المالك بما أن الأخلاق قيم ومبادئ إنسانية نبيلة وطاهرة.. والسياسة سلوك للإنسان في تدبير المصالح، فإن العلاقة بينهما ارتبطت ارتباطا وثيقا منذ القدم، إما إيجابا أعطت الخير عندما تخضع السياسة لمنطق الأخلاق والمبادئ فيسود العدل والإنصاف في المجتمع الذي يحفظ الحقوق ويهتم بالواجبات، أو سلبا فيؤدي إلى الشر والعمل من أجل المصلحة الخاصة فيسود الظلم والغبن في مجتمع اللانظام.. ويغيب المستبد فيه كل القيم الإنسانية كي يديم امتيازاته ويحمي مكاسبه فتعم أخلاق الخنوع والذل والدجل والوشاية.. وما نشاهده اليوم من خلال تجليات الأخلاق والسياسة في الجزائر، حيث وصلت السياسة في السنوات الأخيرة إلى مستوى منحط أخلاقيا وسلوكيا، أي إنها ارتبطت بمبادئ الكسب والغنيمة بدل الأخلاق والمبادئ. نتيجة لما آل إليه الواقع السياسي بسبب سلوكياتهم المشينة واللاأخلاقية سواء كأحزاب ومجموعات أو كأفراد. فالواقع السياسي في الجزائر أصبح في حالة يرثى لها ومدعاة للأسف والإحباط وعبارة عن ذوق لأناس لا معنى لهم ولا هدفا عاما وصادقا لهم، بل صادما في الغالب لشعب سئم مما يرى فارتفعت نسبة العزوف عن الانتخابات، بعد أن تخلى عن المشاركة في الحياة العامة وأوقف شبابه الانخراط في الأحزاب السياسية بعد أن انخرطت هذه في صراعات داخلية بين مكوناتها أدت إلى تصدع في صفوفها إلى حد الانشقاق وإلى تباين حاد في المواقف والرؤى السياسة، بل وإلى اختلاف في الإيديولوجيا، فنجد أفراد الأحزاب الذين غلبت عليهم الأنانية واهتمامهم بالمصلحة الخاصة واكتساح المؤسسات والاستحواذ على خير البلاد والعباد والحصول على الريع السياسي دون تقديم برامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. باعتماد أساليب لا أخلاقية وانتهازية غاياتها تبرر الوسيلة.. طبعا على حساب الأخلاق العامة والمبادئ الإنسانية وقيم الحضارة دون ما اهتمام ضروري بالصالح العام. كان من الأحرى على الأحزاب ومن واجبها الأخلاقي والدستوري تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وتدبير الشأن العام، لتساهم في التعبير عن إرادة الناخبين والمشاركة في ممارسة السلطة، على أساس التعددية والتناوب بالوسائل الديمقراطية، وفي نطاق المؤسسات الدستورية. عقلك.. عقلك حساني أسامة العقل منشأ الفكر وأداة الإدراك والفهم، وبه نربط الدين بقضايا المجتمع، فهو مناط التكليف، ومن مهامه التدبر في الكون وشؤونه والوصول إلي المعرفة الصحيحة، فواجب عليك الحفاظ عليه، فمن جانب الوجود استعماله في العلم والتفكر. وأما من جانب العدم فاحذر من الغلو والانحراف الفكري الذي يأتي من الجهل، فلا تجعل عقلك مجردا من مهامه.