عادت الحركات الاحتجاجية، أمس، بعد يومين من الهدوء، لتشل حركة المرور على الطريق الوطني رقم 44 بولاية الطارف، حيث انتفض تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي بقريتي فزارة والكلابة على غياب النقل المدرسي باتجاه المركز الحضري لبلدية بحيرة الطيور وطالبوا بتحسين خدمة النقل المدرسي، وقد تعذر علينا الاتصال برئيس بلدية بحيرة الطيور لتواجده في مناسك الحج، غير أن جل البلديات تعاني من نقص وسائل النقل المدرسي أمام الحظيرة القديمة للحافلات والشاحنات المهيأة في انتظار استلام الولاية 22 حافلة جديدة. وتشهد بلديات الولاية تداولا يوميا في الاحتجاجات وأصبحت كابوسا يلاحق مستعملي الطرق، وينصب هذا الغضب الاجتماعي الذي تنام وتصحو عليه يوميا السلطات المحلية حول النقل المدرسي، السكن الريفي والاجتماعي، مشاكل التهيئة الحضرية، أزمة العطش، حوادث المرور والمطالبة بإنجاز الممهلات. وفي مثل هذه الاحتجاجات يتهرب المنتخبون من الحوار مع المحتجين الذين ينتهي بهم المطاف إلى اختيار ممثلين عنهم وتحويلهم إلى مكتب الوالي للاستماع لانشغالاتهم ومطالبهم، وصرح الوالي في أكثر من مناسبة بغياب الاتصال والتواصل بين المنتخبين والمواطنين، ما جعل الهوة كبيرة وبعيدة عن اهتمامات المواطن الذي لا يجد في نهاية المطاف إلا الخروج للشارع.