أقبل مئات الشباب بولاية إليزي، أمس، على إغلاق مدخل المدينة الرئيسي وعزلها، احتجاجا على ما وصفوه بالظروف الاجتماعية القاسية التي يعانون منها. عاشت مدينة إليزي، أمس، منذ ساعات الصباح الأولى، حالة من الغضب والاحتجاجات من قبل مئات الشباب، الذين تجمهروا في الصباح أمام مدخل الولاية بشكل سلمي، منادين بتحقيق مطالبهم الاجتماعية التي وصفوها ب “الملحة"، وعلى رأسها مطلبا الشغل والسكن، وكان بينهم شباب وافد من مختلف المناطق، حتى من مدينة برج عمر إدريس التي تبعد بحوالي 700 كلم عن عاصمة الولاية. مصالح الولاية حاولت تهدئة الأوضاع عن طريق استقبال ممثلين عن الشباب، تحدث إليهم الأمين العام للولاية، وطلب منهم إعطاء المصالح المحلية القليل من الوقت لإيجاد حلول لمطالبهم، لكن الشباب رفضوا، حسب تصريحات بوبكر الصديق خمايا، ممثل عنهم ل “الجزائر نيوز" في اتصال هاتفي، والذي أكد أنه “لم يعد مثل هذا الكلام يخدعهم لأنه منذ بداية السنة والسلطات المحلية تقدم الوعود الكاذبة"، مضيفا “نحن لا نطالب بأشياء خارقة، كل ما نطالب به هي أن نتساوى في الحقوق مع باقي الجزائريين، ويكون الجميع سواسية أمام فرص العمل والسكن، خاصة الأولى لأن شباب المدينة يعيشون ظروفا مزرية جراء غياب الاهتمام بهم وبالتنمية المحلية التي تمنحهم شروطا وفرصا حقيقية لتحسين وضعهم"، كما أكد محدثنا أنه على السلطات المعنية أن تأخذ بعين الاعتبار ظروف المنطقة والخصوصية التي تميزها، خاصة في الشروط التي تتضمنها مسابقات العمل، التي تتطلب شروطا تعجيزية بالنسبة إلى شباب المنطقة. ولهذا قرر الشباب حوالي منتصف النهار تغيير محل اعتصامهم إلى المدخل الرئيسي للمدينة وقطع الطريق، حيث أكدوا أنهم لن يسمحوا لأي مركبة أو أشخاص بالتنقل إلى داخل المدينة أو خارجها بشكل سلمي، حتى يتم النظر إلى مطالبهم، وإلى غاية كتابة هذه الأسطر كان المحتجون يقطعون الطريق المؤدي إلى مدخل المدينة. من جهته، رئيس المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، ابراهيم انتماس، أكد في اتصال هاتفي مع “الجزائر نيوز"، أن مطالب هؤلاء الشباب شرعية وطريقتهم في الاحتجاج قانونية، خصوصا وأنهم طرقوا كل الأبواب لإيصال صوتهم ولم يصغِ إليهم أحد، حتى أنهم حاولوا عن طريق الرابطة الاتصال بأعلى المصالح المعنية بالعاصمة لحل مشاكلهم الاجتماعية العالقة منذ زمن، لكن لا حياة لمن تنادي.