طالبت نقابة الصيادلة الخواص وزارة الصحة بتوجيه مراسلة رسمية إلى المديرين الولائيين، توضح فيها تفاصيل القرار المتعلق بالمناوبة الليلية، لمنع أي تجاوزات أو تعسف في تطبيقه، خاصة ما تعلق بضرورة التنسيق مع ممثلي النقابة، في إعداد قوائم المناوبين، ومراعاة خصوصية كل بلدية ومدى توفر الأمن فيها، قبل إلزام الصيدليات الموجودة فوق إقليمها بهذه الإجراءات، إضافة إلى إرفاق القرار بتدابير موازية تلزم العيادات الطبية وجراحة الأسنان، على العمل ليلا مادامت مهام جميع هذه الأسلاك متكاملة. اعتبرت نقابة الصيادلة الخواص القرار الوزاري الأخير المتعلق بالمناوبة خلال أيام العطل والأعياد وكذا أثناء الليل، مكسبا لمهنيي القطاع، طالما طالب به هذا التنظيم، وقالت على لسان رئيسها فيصل عابد، إن العمل على هذا الملف، انتهى منذ أربع سنوات، حيث كانت “السنابو” شريكا فعالا قدمت مقترحات عملية من شأنها تنظيم القطاع، وإنهاء الفوضى الكبيرة التي تميزه، وكانت وراء بروز تجاوزات خطيرة من طرف بعض مديري الصحة في عدد من الولايات. غير أن ذات المتحدث أضاف بأن مصالح الوزارة أغفلت جانبا مهما يتعلق بحماية الصيدلي المناوب أثناء الليل، خاصة النساء، لاسيما في المناطق المعزولة، التي تفتقر إلى إجراءات أمنية من شأنها تجنيب المناوب مختلف أنواع الاعتداءات مادام أن معظم المتوافدين على الصيدليات في الليل من طالبي الحبوب المهلوسة. وقال عابد إن نقابته لا ترفض مضمون القرار، لكنها تتخوف من التعسف في تطبيقه من طرف مديري الصحة، ما جعله يطالب وزير الصحة بمراسلة هؤلاء، لشرح أدق التفاصيل المتعلقة بالمناوبة الليلية بشكل خاص، في ظل التشنج الذي يميز العلاقة بين الصيادلة والمسؤولين المحليين. وبناء على ذلك، فإن الوصاية مطالبة، يضيف محدثنا، بالتأكيد على مديريها الولائيين على أهمية التشاور والتنسيق مع ممثلي الصيادلة قبل إعداد قوائم المناوبين، والمرونة في تطبيق القرار، من خلال مراعاة خصوصية كل بلدية ومدى توفر مختلف المرافق والهيئات الضرورية على مستواها، من مراكز الأمن ومؤسسات استشفائية، وهنا بالذات، استغرب محدثنا من عدم إلزام العيادات الطبية وجراحة الأسنان بهذا القرار، مادام عمل هذه الأسلاك الثلاثة متكاملا، فالصيدلي الذي يفتح أبواب صيدليته طيلة فترة الليل هو ممنوع حتى من تقديم حقنة للمريض، ومن المفروض أن يستقبل مرضى يحملون وصفات دواء حررت في نفس الأثناء، وإلا فما المعنى من المناوبة إذا ظلت الصيدلية مفتوحة حتى الصباح في انتظار مرضى يطلبون العلاج خلال النهار. ليس هذا فقط، فمديرو الصحة مطالبون أيضا، يقول عابد، بإيجاد طريقة لتقنين مناوبة عدد من الصيادلة يعملون فعليا منذ سنوات دون انقطاع حتى الصباح، ومادام هؤلاء يضمنون مناوبة ليلية بمحض إرادتهم، فما الداعي إذن لإجبار صيادلة آخرين بالمناوبة، ويكفي في هذه الحالة يقول محدثنا، مثلما تم اقتراحه على الوزارة، وضع دفتر شروط، يوقع عليه هؤلاء المناوبون، كالتزام منهم بضمان هذه الخدمة دون توقف. وبصفة عامة، شددت النقابة على موقفها المتعلق بعدم إجبار الصيدلي المناوب ليلا، على فتح باب الصيدلية، وإنما تخصيص جرس وهاتف، يستعمله كل من يقصد هذه الأخيرة لاقتناء الدواء، لحماية المهنيين من أي اعتداءات تحدث في هذه الفترة بالذات، مثلما هو معمول به في جميع الدول.