دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، إلى تجفيف موارد من وصفهم ب”المجموعات الإرهابية” في ليبيا، أسوة بما يحدث مع تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. قال فابيوس، في تغريدة على حسابه علي “تويتر” إن “الجهود الرامية إلى تجفيف موارد داعش (في العراق وسوريا) يجب تطبيقها أيضا على المجموعات الإرهابية في ليبيا”. وذكرت بعض المواقع الإخبارية المحسوبة على عملية الكرامة بقيادة حفتر أن بعض مساجد شرق ليبيا، خاصة في مدينة درنة، شهدت في الأيام الماضية كلمات لخطباء من خارج ليبيا دعوا فيها إلى إقامة “دولة الخلافة” في ليبيا، وذلك بعد مبايعة ما يسمى “مجلس شورى شباب الإسلام” في درنة تنظيم الدولة أو ما يسمى داعش في العراق وسوريا. غير أن “كتيبة أبو سليم” في مدينة درنة نفت مبايعتها لداعش، في حين لم يصدر بيان يؤكد أو ينفي إعلان ما يسمى “مجلس شورى شباب درنة” الذي ينضوي تحت لوائه عدة كتائب إسلامية انضمامه أو إعلان ولائه لداعش، وفي حالة تأكد ذلك، فإن هذا سيسبب إحراجا كبيرا لقادة فجر ليبيا ومجلس شورى ثوار بنغازي المتحالفين مع مجلس شورى شباب درنة الذي يسيطر على معظم أجزاء المدينة، لأنه سيفتح المجال لتدخل عسكري غربي من المتوقع أن تقوده “فرنسا” التي تعتبر أكثر الدول الغربية تحمسا للقيام بعمليات عسكرية في ليبيا، حيث أقامت قاعدة عسكرية في شمال النيجر على الحدود مع ليبيا، كما أنها ترتبط بعلاقات متينة مع قبيلة الزنتان، حيث سبق أن هيأت مهبطا للطائرات في جبل نفوسة عندما حاصرت قوات القذافي “ثوار الجبل”، وتمكنت من دعمهم بأسلحة خاصة تلك المضادة للدروع، حسب مصادر ليبية متطابقة. وفي بنغازي عاصمة الشرق الليبي، وقعت اشتباكات دموية بين قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر المتحصنة بمطار والقاعدة الجوية ببنينا وبين مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي بلغت خلال ال24 ساعة الماضية 16 قتيلا، ونحو 15 جريحا من الطرفين. وسقط نهاية الأسبوع المنقضي 36 قتيلا في صفوف قوات حفتر و40 قتيلا في صفوف مجلس ثوار بنغازي، واستمرت يوم العيد ولم تتوقف إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وبدأت المعارك عندما هاجم مقاتلو مجلس ثوار بنغازي مطار بنينا الدولي بثلاث سيارات مفخخة وهجومات انتحارية، وحاولوا اقتحام القاعدة، لكن قوات حفتر مدعومة بالطيران تمكنت من إيقاف توغلهم داخل القاعدة الجوية بنينا وأوقعت في صفوفهم عشرات القتلى، لكنها تكبدت هي الأخرى خسائر فادحة في الأرواح. وأكد مصدر عسكري رفيع المستوى بالقوات الخاصة لموقع “بوابة الوسط” الليبي أن الجيش الليبي خسر 36 من عناصره، حيث “استخدم المدفعية الثقيلة والدبابات والمشاة والطيران الحربي، وتم دحر المجموعات المتقدمة نحو المطار وإجبارها على التقهقر”، حسب ذات المصدر. في حين أكد مصدر طبي بمستشفى المرج ل”بوابة الوسط”، أن المستشفى استقبل 31 قتيلا و107 جريح جراء المعارك الطاحنة بمنطقة بنينا شرق بنغازي، موضحاً أن بقية الوفيات لم تأت إلى مستشفى المرج (مدينة شرق بنغازي يسيطر عليها حفتر) وتم نقلهم إلى ذويهم على الفور من مستشفى الأبيار. من جهة أخرى أفاد مصدر بمركز بنغازي الطبي أن ثلاجة الموتى بالمركز والغرفة المقابلة لها ممتلئة بأكثر من 40 جثة لمقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، من بينهم قتلى بملامح غير عربية سقطوا أثناء قيام قوات جيش حفتر والقوات الموالية له بدحرهم من محيط منطقة بنينا، بالإضافة إلى تعرض مقارهم في أماكن مختلفة من المدينة للقصف الجوي. كما استهدف مسلحون مجهولون خمسة مواطنين بمدينة بنغازي التي يسيطر عليها مجلس شورى ثوار بنغازي، في حوادث متفرقة، أدت جميعها لمقتلهم، من بينهم عبد السلام السعيطي الذي قال موقع العربية نت إنه “أول من نادى بإسقاط نظام القذافي عام 2011”.