شخص يستفسر عن حكم تبنّي طفل وينسبه لنفسه؟ - التبنّي مُحرَّم في الإسلام، ولكن يجوز التكفّل والرعاية بأحد أبناء المسلمين ذوي القربى أو غيرهم، خاصة من اليتامى والمساكين منهم، ففي ذلك الأجر العظيم يوم القيامة، أمّا أن ينتسب الولد لغير أبيه فشهادة زور محرّمة، قال تعالى: {ادْعُوهُم لآبائهم هو أقْسَطُ عندَ الله، فإن لَمْ تَعْلَمُوا آبائَهُم فإخْوانُكُم في الدِّين} الأحزاب:5، وجاء في الصّحيح عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما مرفوعًا ”مَن ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنّة حرام عليه” رواه البخاري. ويجوز لذلك الرجل أن يمنحه لقبه كي لا يحرم ذلك الطفل من الحقوق الإدارية والمدنية، لكن لابُدّ من إضافة كلمة ”مكفول” حتّى لا يخدع الطفل أوّلاً ولا يخدع غيره بالأمر، ومن المؤسف أن نرى أناسًا يُربُّون أطفالاً وينسبوهم إليهم، ويخفون الحقيقة عنهم، حتّى إذا ما كبروا أخبروا، وكم تكون الصّدمة شديدة عليهم حينئذ، وأسئلة كثيرة ترد علينا من طرف المكفولين، وأحدهم يسأل عن حكم زواجه بفتاة يريد إخفاء حقيقة أمره عنها فهو لا يعرف اسم أبيه الحقيقي، وجوابه أن كتمانه نوع من أنواع الغش والغَرَر وهو مُحرّم في ديننا، قال صلّى الله عليه وسلّم ”مَن غشّنا فليس منّا” رواه مسلم، وليس كالصّدق ضمان للنّجاح لنستقبل الأسرة بدءا من البناء إلى مجيء الأبناء. شخص أعار مبلغًا من المال لأحد أصدقائه ولم يسدّد الدَّيْن إلى اليوم، وقد وجبت الزّكاة في مال هذا الشّخص، فهل يجوز أن يعفو عن الدَّيْن الّذي على صديقه ويحتسبه زكاة لماله؟ - المال الّذي أخرجه بنية إعارته لصديقة لم ينوه زكاة لماله وقد وجبت عليه الزّكاة بعد زمن الدَّيْن، لهذا عليه إخراج الزّكاة ولا يجوز اعتبار الدَّين زكاة دون تقويم وإخراج، وإن أراد هذا الشّخص دفع الزّكاة لصديقه باعتباره مصرفًا من مصاريف الزّكاة بدليل قوله تعالى: {والغارمين} فله ذلك. سائل يطلب حكم السؤال لغير الله تعالى؟ - قال الله تعالى: {وقالَ رَبُّكم ادْعونِي أسْتَجِب لكم} غافر:60، وقال أيضاً: {وإذا سألَك عبادي عنّي فأنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدّاعي إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشُدون} البقرة:186. أمر الله تعالى من خلال هذه الآيات وغيرها عباده المؤمنين بدعائه وطلب الرزق منع دون سواه خاصة فيما لا يقدر عليه إلاّ الله كالولد والزوج والسكن والعمل، فكل شيء مقدّر ومكتوب في اللّوح المحفوظ، ويجب على المؤمن أن يتعامل مع حاجاته بالرضى والتّسليم والصّبر والدعاء، واتّخاذ الأسباب المشروعة من أجل نيلها، هذا حتّى لا يفهم من كلامنا إهمال جانب اتّخاذ الأسباب وإعمال الخمول والكسل، بل إنّ اتّخاذ الأسباب المشروعة مفتاح عظيم للرّزق. وقد يعتبر مسألة غير الله فيما لا يقدر عليها إلاّ الله شرك أكبر عياذاً بالله، وقد قال الله تعالى: {إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمَن يشاء} النساء:48.