أكد السفير المصري في الجزائر، عمر علي أبو عيش، ل”الخبر”، أمس، أن القاهرة لم تمنع قوافل المساعدات الجزائرية من الدخول إلى غزة وإنما تم تأجيلها بسبب فرض حالة الطوارئ في جزء من قطاع سيناء لمدة ثلاثة أشهر، مشددا على أن “اعتبارات الأمن القومي فوق كل اعتبار”. قال السفير المصري أبو عيش، الذي حل ضيفا بجريدة “الخبر”، إن القاهرة “تدعم المبادرة السياسية الجزائرية للحوار بين الفرقاء الليبيين، داعيا إلى توحيد الممثلين الدوليين الدائمين في ليبيا”، واتهم دولا لم يسمها بالقيام “بدور معوق في ليبيا بعد أن فشلت على الصعيد الأوروبي وفي الشرق الأوسط”، على حد قوله. ونفى السفير المصري أن تكون مصر قد شاركت في قصف جوي لليبيا أو أرسلت قواتها للقتال مع قوات حفتر، معتبرا ذلك مجرد إشاعات، مشددا على أن مصر “لا ولن تشارك في عمل عسكري في ليبيا”. وقال “نحن نعمل مع الدول الصديقة في المنطقة لمساعدة الليبيين على بناء المؤسسات وتجاوز الخلافات”. وتوقف قليلا، للإجابة عن سؤال متعلق بما حدث في تونس، ليجيب: “لقد تبين أن الاتجاه الإسلامي لم ينجح في تونس”. وفسر ذلك بوعي التونسيين الذين لهم اطلاع أكثر على الأمور باحتكاكهم بالغرب، “بالمجتمع الفرنسي، على وجه التحديد”، نظرا لقصر المسافة والعوامل التاريخية. وعن حركة النهضة التونسية، قال إنها “أخذت الكثير من فكر حسن البنا”، وأن “جميع التيارات الإسلامية في العالم العربي خرجت من عباءة الإخوان”. وعرج السفير المصري على الدور “السلبي” الذي لعبته حركة الإخوان المسلمين في مصر، والذين كانوا “غائبين في ميدان التحرير”، بعد يومين من بداية الاحتجاجات، بالالتحاق بميدان التحرير، واصفا “الربيع العربي بأنه مصطلح أمريكي”. وأثنى على موقف التيارات السلفية في مصر، التي “راجعت فكرها” ودخلت في اللعبة السياسية، وهم “موجودون اليوم في البرلمان والمؤسسات ويشاركون في الانتخابات”. وفي موضوع صحافيي “الجزيرة”، لم يتردد السفير في توجيه التهم للقناة التي تعمل على “اختلاق الأكاذيب والإشاعات، لزعزعة الاستقرار والأمن” في بلدان المنطقة، على حد قوله. ونفى تشويش مصر على “قناة الجزيرة”، ”. أما فيما يتعلق بفرض منطقة عازلة على قطاع غزة، يقول ضيفنا إن حادثة سيناء الأخيرة فرضت “إعلان حالة الطوارئ على منطقة تمتد على مساحة 35 كلم2، من العريش إلى رفح”، لمدة ثلاثة أشهر، كون بلده “يضع أمنه القومي فوق كل اعتبار”، كما قال. واصفا رفح التي كانت مدينة واحدة قبل أن تقسم عام 1967 إلى قسمين بأنها “منطقة فساد”، مشيرا إلى أن البيوت في رفح المصرية هي نهايات لأنفاق قادمة من رفح الفلسطينية. وأشاد السفير المصري بمستوى العلاقات مع الجزائر، مشيرا إلى أن اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية سوف تجتمع بين 10 و14 نوفمبر المقبلين بالجزائر في دورتها السابعة، على أن يوقع رئيسا حكومتي البلدين على 11 مشروع اتفاق في مجالات البناء والطاقة، وسوف يتم إنشاء شركة مشتركة بين البلدين في مجال الغاز والطاقة. وعن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى للجزائر، قال إنها استراتيجية، كون الجزائر تعتبر “ركيزة أساسية إفريقيا وعربيا”.