أكد السفير الجزائري بالقاهرة، السيد نذير العرباوي، أن موقف الجزائر موقف ثابت، وداعم للقضية الفلسطينية، وهذا ناجم أولا عن وفاء الجزائر لتاريخها النضالي وأيضا وقوفها الداعم مع القضية الفلسطينية، مؤكدا أن المساعدات التي قدمتها الجزائر للسلطة الفلسطينية بقيمة 5ر25 مليون دولار تندرج في هذا الإطار. وقال إنه من الطبيعي أن تكون العلاقات بين الجزائر ومصر علاقات متميزة وهذا ما نطمح إليه جميعا انطلاقا من الإرادة السياسية التي تحكم قائدي البلدين، مؤكدا أن العلاقات المصرية الجزائرية في الطريق السليم وترتقي يوما بعد يوم إلى مستوى هذه العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والتي لا تزال متجذرة في التاريخ النضالي المشترك.
الشروق: سيادة السفير حدثنا عن أخر ما خرج به الاجتماع الأخير لجامعة الدول العربية بشأن غزة؟ هذا الاجتماع عقد على مستوى السفراء المندوبين الدائمين، للدول الأعضاء في الجامعة العربية، بحضور أمين عام الجامعة وبمشاركة صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتم خلاله بحث تطورات العدوان السافر على أشقائنا في غزة، وتقييم المشهودات السياسية والدبلوماسية المبذولة من أجل وقف هذا العدوان السافر، بالإضافة إلى الإسراع في تقديم المساعدات للقطاع، لإغاثتهم، وخاصة مواجهة الأوضاع الكارثية التي خلفها هذا العدوان. وخلال الاجتماع قدم عريقات عرضا حول المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين الجانبين بوساطة مصرية من أجل تثبيت التهدئة وكذلك إمكانية الاستجابة للمطالب الفلسطينية في رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى إلى آخره من النقاط والمطالب الفلسطينية واستئناف المفاوضات من أجل معالجة جذور هذا الصراع والمتمثل في استئناف المفاوضات من تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من تحقيق مطالبه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، خلال هذا الاجتماع ما يمكن الإشارة إليه بأن الكل أشاد بالجهود التي ما انفكت تبذلها الجزائر، هذه الجهود المكثفة والحثيثة من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان، هذه الجهود بذلت على مستوى القيادة الجزائرية وعلى مستوى الحكومة الجزائرية وكذلك الشعب الجزائري، سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا للمساندة والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق في صموده ومقاومته لهذا الاحتلال الغاشم، كما تمت الإشادة عاليا بالمبادرة التي قامت بها الجزائر لعقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل وقف هذا العدوان والإسراع في تقديم المساعدات العاجلة كذلك وهذا الأهم استئناف المفاوضات من أجل إنهاء هذا الاحتلال وتمكين هذا الشعب الفلسطيني الشقيق من تحقيق مطالبه المشروعة.
كان للجزائر في اجتماع الجامعة العربية موقف مشرف لقي ترحيبا خاصة المساعدات للسلطة.. حدثنا عن أهم المساعدات التي قدمتها الجزائر ولا تزال تقدمها لقطاع غزة والمساعدات التي تقوم بها تجاه الجرحى الفلسطينيين؟ في الحقيقة موقف الجزائر موقف ثابت، وداعم للقضية الفلسطينية، وهذا ناجم أولا عن وفاء الجزائر لتاريخها النضالي وأيضا وقوفها الداعم للقضية الفلسطينية، وهذه المساعدات تندرج في هذا الإطار، كان لي أيضا أن أشير إلى كل الأشقاء خلال الاجتماع أمس، وحتى صائب عريقات باسم رئيس السلطة الفلسطينية تقدموا بخالص الشكر والتقدير إلى فخامة رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، وإلى الشعب الجزائري على المساعدات التي ما انفكت تقدمها الجزائر لمساندة الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وهو في هذه المحنة، كذلك تم وبشكل جماعي تقديم التقدير للقرار الذي اتخذه فخامة الرئيس بشأن تقديم مساعدة عاجلة مالية لأشقائنا الفلسطينيين أيضا في قطاع غزة، بالنسبة إلى المساعدات الإنسانية، هناك حملة وطنية في الجزائر ومن قبل كل شرائح المجتمع الجزائري من منظمات ومؤسسات وهيئات لحشد وتجنيد كل الوسائل وكل الطاقات لتقديم الدعم والمساندة والمساعدات الإنسانية لأشقائنا في قطاع غزة، ويوم أمس الأول كنت في اتصال مع رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بن حبيلس، في انتظار القائمة الشاملة لكل هذه المساعدات حتى يتم التنسيق مع الأخوة الأشقاء في الهلال الأحمر الفلسطيني والهلال الأحمر المصري، وكذلك السلطات المصرية لتمكين، وفي أسرع وقت ممكن، إيصال هذه المساعدات إلى قطاع غزة، وأود أيضا بهذه المناسبة أن أشير إلى المساعدات والتسهيلات المقدمة من طرف السلطات المصرية ليس فقط في هذه المساعدات لكن أيضا في عملية إجلاء أعضاء الجالية الجزائرية من قطاع غزة، في حين كان قطاع غزة يقصف من قبل الكيان الإسرائيلي.
بصفة عامة، ما هي الجهود التي تقومون بها في مصر تجاه الجرحى والعالقين من الجالية الجزائرية في قطاع غزة؟ أود أن أطمئن الجميع، ليس هناك أي جرحى في المستشفيات الجزائرية بالنسبة إلى أعضاء الجالية الجزائرية، ثانيا منذ اندلاع هذا الهجوم السافر على قطاع غزة، كنا دائما على تواصل مستمر ويومي مع أعضاء الجالية الجزائرية في قطاع غزة، وتوصلنا والحمد لله إلى إجلاء العديد من العائلات من أطفال ونساء من قطاع غزة إلى الجزائر، ومن ضمن هذه العائلات كان جرحى أيضا من أعضاء الجالية الجزائرية وتمكنا من إجلائهم إلى الجزائر في ظروف حسنة، بالرغم من الصعوبات التي وجدناها في عملية الإجلاء خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، لأن عملية الإجلاء تمت في ظروف كان قطاع غزة تحت القصف وخاصة معبر رفح، كما تعلمون أيضا أن شمال سيناء في الجانب المصري يتعرض من حين إلى آخر لأعمال إرهابية، فكان لزاما علينا أن نفكر أولا في تأمين وسلامة المواطنين الجزائريين الراغبين في الإجلاء إلى الجزائر من تأمين سلامتهم حتى نضمن بشكل جيد إجلاؤهم إلى الجزائر وهذا ما تم والحمدلله، وكان للسلطات المصرية أيضا دور في التسهيلات وفي المساعدات من أجل إجلاء هذه الجالية الجزائرية والحمد لله في أحسن الظروف.
في الوقت الحاضر، هل يوجد أحد من الجالية الجزائرية حتى الآن في قطاع غزة؟ أعتقد أن هناك العديد من الجالية الجزائرية لا تزال في قطاع غزة، نحن استجبنا لمن أراد ومن أبدى رغبة في الرجوع إلى أرض الوطن ولم نتأخر في ذلك وليس لنا فضل في ذلك، هذا يندرج في إطار المهام التقليدية وحرص أيضا وزير الشؤون الخارجية على العناية الدائمة والمستمرة والرعاية والمساعدة اليومية لأعضاء الجالية الجزائرية في الخارج، من رغب في العودة إلى أرض الوطن كنا على استعداد تام لهذه العملية، لكن أيضا هناك من الجالية الجزائرية من أصر على البقاء في قطاع غزة تضامنا مع أشقائه في القطاع وتضامنا مع القضية الفلسطينية.
كيف ترى الانفتاح في العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والجزائر في الوقت الراهن؟ هذا ليس بغريب بين الجزائر ومصر أن تعرف هذه العلاقات الأخوية التاريخية بين الجزائر ومصر بهذا المستوى، من الطبيعي أن تكون العلاقات بين البلدين الشقيقين علاقات متميزة وهذا ما نطمح إليه جميعا، انطلاقا من الإرادة السياسية التي تحكم قائدي البلدين ويمكنني أن أقول إن العلاقات المصرية الجزائرية في الطريق السليم وترتقي يوما بعد يوم إلى مستوى هذه العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والتي هي لا تزال متجذرة في التاريخ النضالي المشترك وعبر الأجيال المتعاقبة من كل شرائح المجتمع الجزائري، لابد لي أن أشير إلى تبادل الزيارات بين المسؤولين الجزائريين والمصريين وعلى رأسها زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الجزائر ولقائه ومحادثاته مع فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، والتي تعتبر انطلاقة متجددة لعلاقات استراتيجية، وأعتقد أن العالم العربي الآن في حاجة إلى هذه العلاقات وطبيعة هذه العلاقات المتميزة اعتبارا لما يشهده العالم العربي الحالي من أزمات وتدهور، فأعتقد أن العلاقات الجزائرية المصرية وطبيعتها الاستراتيجية هي أحسن لضمان مصالح الأمة العربية بأكملها.
ما يحدث في ليبيا الآن يؤثر على الأمن القومي المصري والجزائري. ما هي التفهمات والاتفاقات الأخيرة التي تمت بين البلدين من أجل التوصل إلى حماية الأمن القومي؟ أولا نحن نتألم كثيرا بما يحدث في ليبيا بين أبناء الشعب الواحد، وكما تفضلتم أن أمن ليبيا يعتبر من أمن الجزائر وأمن دول الجوار، فمن هذا المنطلق بادرت الجزائر على هامش اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز في شهر مايو الأخير بعقد اجتماع تشاوري لدول الجوار الليبي، ضم كلا من الجزائر ومصر وليبيا المعنية بالدرجة الأولى وكذلك تونس وتشاد والسودان والنيجر، باعتبارها أيضا دول الجوار المباشر الليبي، وعقد الاجتماع التشاوري لدراسة الأوضاع الليبية لأن دول الجوار، يعتقد الجميع أنها الأكثر تضررا وتهديدا في أمنها القومي، وبالتالي تم الاتفاق على اجتماع ثان في تونس، تم من خلاله إنشاء لجنتين "لجنة أمنية ترأسها الجزائر"، ولجنة سياسية ترأسها مصر، واجتمعت هاتان اللجنتان وسوف تعرض نتائج أعمالهما على أنظار وزراء الشؤون الخارجية خلال الاجتماع المرتقب القادم. وأعتقد في أواخر الشهر الحالي بالقاهرة للنظر فيها واتخاذ التوصيات والإجراءات ويمكن القرارات اللازمة بالنسبة للشأن الليبي، هذا التحرك لدول الجوار يعتمد أساسا على مبادئ ثابتة وهي: أولا: الوقف الفوري لعنف الاقتتال بين الأشقاء الليبيين، ثانيا: الاحتكام إلى الحوار والتوافق والمصالحة الوطنية بين الليبيين، ثالثا: احترام السيادة والاستقلال ووحدة الليبيين، رابعا: عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي.