وصف عبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، اجتماع الأمين العام للحزب، عمار سعداني، بالمحافظين، أمس، ب”الاستمرار في الغي وعدم الشرعية والمغالطة والاستهتار”. بينما أكد عبد الكريم عبادة أن “هناك نية مبيتة للإقصاء”. وقال بلعياط ل” الخبر”، إن الاجتماع” دليل آخر على غياب البوصلة وعلى المكر بالناس”، وأفاد بأنه “اجتماع غير مجد وحدث سيئ ومشؤوم وملغم”. ويعتقد بلعياط بعدم جدوى اجتماع سعداني بالمحافظين، لأن هؤلاء يعتبرون أنه “لو تنعقد دورة للجنة المركزية فسوف لن ينال أصواتنا”، والمعني، حسب المتحدث، يحاول القيام بعملية “ترويض وتخويف”، قائلا إن “المحافظين ليسوا حيوانات حتى يتم ترويضهم ولكنهم مناضلون يستحقون الاحترام”. وشدد بلعياط على “الاستمرار في النضال ضد الباطل”، واصفا لقاء أمس ب”العملية المكشوفة التي مآلها الفشل”، قائلا إن “سعداني مازال يسير بالحزب في طريق اللاشرعية، وهو الآن ومن معه ومن أوحى له ومن يسانده، يتخبطون في عدم الشرعية، وهو الآن يقوم بتمثيل سيئ ورديء”. ويرى المتحدث أن جماعة سعداني “تتخبط منذ 29 أوت في مشكل لم تحله، وكل الأسماء القديمة في الحزب لا توافقه ومن سار معه يوم 29 أوت، ثم استيقظوا على حقيقة أخرى، قد التحقوا بالجانب الشرعي”، كما عاد بلعياط إلى ما أسماه ب”فضيحة 24 جوان” بالأوراسي، وقال إن سعداني “استقدم أشخاصا للاعتداء على أعضاء اللجنة المركزية”. وعاد المتحدث إلى قضية المحافظات الجديدة التي استحدثتها قيادة الحزب، وقال إن “العملية خلقت فتنة كبيرة في عدد من المناطق، على غرار ولاية بجاية التي استحدث بها محافظتين جديدتين بسيدي عيش وأقبو، بينما احتج مناضلو الحزب بخراطة على إقصائها من صفة محافظة، رغم تاريخيتها، (أحداث ماي 54)، وكذلك يحدث في ولاية غرداية والنعامة، بينما تحدى بلعياط، مسؤول الحزب الذي يقول عنه إنه غير شرعي، بأن يحسم في المسألة بولاية غرداية، قبل أن يؤكد أن “سعداني مارس أمورا ليست من صلاحياته ولكنها من صلاحيات اللجنة المركزية”. وأكد غريم سعداني بالأفالان: “نحن مستمرون في التحضير لاجتماع اللجنة المركزية، ونريد أن يأمر بها رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة مثلما أمر باجتماع اللجنة، في السابق، فعمد سعداني إلى احتلال المنصب، بينما يعمل حاليا على جعل بعض المحافظين وأعضاء اللجنة المركزية يطمعون في عضوية المكتب السياسي”. لكن، عبد الكريم عبادة، منسق الحركة التقويمية في الأفالان سابقا، لا يرى جدوى من دعوة الرئيس بوتفليقة لتوجيه “أمر” باستدعاء اجتماع للجنة المركزية قصد انتخاب أمين عام جديد للحزب، وقال ل”الخبر”، أمس، إن “الرئيس ليست له صلاحيات قانونية ونظامية تسمح له بذلك، فهو يرأس الحزب شرفيا فقط، ونحن بصدد الحديث عن قضايا نظامية داخلية للحزب ولا داعي للتشبث ببرنوس الرئيس”. وأفاد عبادة بأن “اجتماع سعداني بالمحافظين تزامن مع اضطرابات وسط المناضلين واعتصامات، والاجتماع يدخل في سياق تقييم عملية إضافة محافظات جديدة للحزب، وهي العملية التي لم تلق النجاح وولدت التذمر، لأنها لم تكن مدروسة ومخططا لها، بل تمت بصفة ارتجالية، وذات أهداف غير واضحة إلا هدف التحضير لمؤتمر الحزب، بهدف خياطته على المقاس”. ويرى عبادة أن “هناك نية الإبعاد والإقصاء واستبدال مناضلين حقيقيين بغير المناضلين”، على أن “ما يحدث ينم عن تعميق لأزمة ناتجة عن تسيير كارثي في المرحلة السابقة (عهد بلخادم)، ولا أرى أن مؤتمرا يتم التحضير له في خضم هذا الجو إلا إذا كان مؤتمرا من أجل التموقع، وهناك نية مبيتة لا توصل إلى نتيجة”. كما تساءل: “كيف يذهبون إلى مؤتمر بطريقة غير قانونية؟”. ويستغرب عبادة اللجوء إلى استحداث محافظات جديدة، “بينما الهياكل الموجودة أصلا لم يجر تفعليها، ومفروض أنهم يفعلون الموجود ويعالجون القضايا المتعلقة بالمناضلين، لا أن يضيفوا هياكل جديدة تزيد عبئا على الحزب”، معتبرا أن العملية الجديدة بمثابة “لعبة تحت عنوان انتشار الحزب، كما أن القانون يسمح للمحافظة الأم بأن تنشئ لها فروعا، فلماذا تتم إضافة محافظات جديدة من قبل الجهاز المركزي؟”.