بث تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تسجيلا مصورا للرهينة الفرنسي الوحيد الذي مازال محتجزا لدى تنظيم إرهابي ويتعلق الأمر بسيرج لازاريفيك، المحتجز من قبل تنظيم عبد المالك دروكدال منذ شهر نوفمبر 2011، وظهر لازاريفيك رفقة رهينة هولندي آخر، ودعا الاثنان حكومتي بلديهما إلى التفاوض مع التنظيم من أجل إطلاق سراحهما. نشر الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التسجيل المصور أول أمس، على موقع جهادي، رصده مركز “سايت” الأمريكي المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الجهادية، وصور الرجلان متباعدين عن بعضهما البعض، بينما أكدت الرئاسة الفرنسية أن قسم الاستخبارات تأكد من صحة الفيديو، مشيرا في نفس البيان إلى أن “هذا التسجيل دليل جديد على حياة كنا نتوقعها منذ زمن بعيد”، وشددت باريس على أن “الرئيس على اتصال بدول المنطقة لاستخدام كل سبل الحوار للإفراج عن الرهينة”. ووضعت باريس احتمال مقتل لازاريفيك، على يد التنظيم، إثر انقطاع أخباره وعدم ظهوره في أي من التسجيلات التي دأب عناصر القاعدة على تصويرها، عدا تأكد الرئاسة الفرنسية، شهر جوان الفارط، أن مواطنها لايزال على قيد الحياة من خلال إعلان تنظيم القاعدة أن “فيليب فيردون”، وهو رهينة فرنسي اختطف رفقة لازارفيك، بمالي، قد قتل على يد خاطفيه برصاصة في الرأس، بعد ستة أشهر على بدء التدخل العسكري الفرنسي في مالي في إطار عملية سيرفال. ما يعني أن من كان رفقته مازال على قيد الحياة، وكان ذلك آخر دليل بالنسبة للسلطات الفرنسية. وظهر سيرج لازاريفيك، المختطف قبل حوالي ثلاث سنوات، مرتديا عمامة سوداء ويجلس في مكان جلوس سائق سيارة دفع رباعي، وقال في التسجيل متوسلا تدخل الرئيس فرانسوا هولاند لبدء مفاوضات مع الخاطفين بغرض إخراجه من الوضعية الحرجة التي يوجد عليها “أنا مريض جدا وأصيبت كليتي وأعاني ارتفاعا شديدا في ضغط الدم، أخشى أن حياتي في خطر منذ التدخل الفرنسي في العراق.” وخاطب لازاريفيك الرئيس هولاند بالقول “أطلب منك سيادة الرئيس القيام بكل شيء للإفراج عني لأنك مسؤول عن كل ما سيحدث لي”. بينما اختتم كلامه برسالة وجهها لعائلته، ما يرجح أن القاعدة تريد التفاوض مع باريس لإطلاق الرعية الفرنسي، ما يعني أن التنظيم الذي يحتجز لازاريفيك منذ 3 سنوات دون إعدامه يبحث عن الفدية نظير ذلك. وفاجأ التسجيل المصور عائلة سيرج لازارفيك، من حيث أفادت ابنته ديان، أنها “مصدومة جدا” إزاء الفيديو الذي أظهر الرهينة “مريضا”، حسبها، وطالبت الرئيس الفرنسي “الذهاب إلى أبعد الحدود”، من أجل الإفراج عن والدها، وقالت “مصدومة لأن والدي أصبح نحيفا.. إنه فيديو صعب علي”، وقالت إنه يتعين على السلطات الفرنسية “الإسراع بالإجراءات التي تتيح عودة والدي”، بينما يتوقع أن يستقبل هولاند ابنة الرعية المختطف في الأيام القادمة. ويظهر في الجزء الثاني من التسجيل، رهينة هولندي، قال إن اسمه “شاك ريك” (54 سنة)، وقد اختطفته القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من أحد المطاعم في تمبكتو في نوفمبر 2011 أثناء رحلة عبر الصحراء. وأكد ريك الذي كان يرتدي قميصا أبيض “تاريخ اليوم هو 26 سبتمبر 2014، مر الآن أكثر من 1000 يوم على احتجازي في الصحراء.” وقال المختطف الهولندي “أعاني مشكلات خطيرة في الظهر وأنا لست بحالة نفسية جيدة. أحمّل حكومتي مسؤولية حدوث أي ضرر لي، الرجاء مساعدتي.”