عاش سكان مدينة بشار، مساء أمس، ليلة سوداء، بعد أن فوجئوا بأمطار غزيرة وأخرى مصحوبة بحبات برد، ما تسبب في إغراق الشوارع والأزقة التي تحولت إلى وديان وأوحال، وترافق ذلك مع قطع شرايين التواصل بين الأحياء والبلديات، فضلا عن الحصار الذي فرضته السيول على بعض البلديات والثكنات العسكرية. تدخلت وحدات الجيش لتقديم الدعم في عدة مناطق محاصرة، وفي مقدمتها منطقة بشار الجديد، وهو ما يعني أن درجة من الخطر بلغتها الولاية جراء هذه الفيضانات التي امتزجت فيها مشاعر الغضب والتذمر واليأس لدى المواطنين الذين تساءلوا عن التأخر في معالجة ما يوصف هندسيا ب”النقاط السوداء” بن البلديات ووسطها، حيث اضطرت الخبر الاستعانة بسيارة رباعية الدفع للوصول إلى بلدية عرق فراج المحاصرة، والتي عاشت رفقة بلديات لحمر، موغل، القنادسة، المريجة، اقلي وتاغيت نفس المصير الكارثي من العزلة التي بلغت درجة عدم التواصل مع العالم الخارجي والذي بلغت الانقطاعات فيه مؤسسات حساسة، وهو ما يدل على مؤشر خطير من درجة الهشاشة التي تعيشها ولاية بشار على صعيد التعاطي مع ملف الفيضانات، حيث لم تستفد الولاية من أخطاء فيضانات 2008.واضطر عناصر الدرك الوطني إلى منع المواطنين من المغامرة والمرور عبر الطرق التي جرفتها السيول، حيث بلغت درجة المنع حتى أصحاب الشاحنات الكبيرة، كما هو الحال في الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين دائرتي بشار والعبادلة . ولم تكتمل لغاية مساء أمس أشغال الفتح التدريجي للنقاط المقطوعة. وحسب المعاينة التي أجرتها “الخبر”، فإن العشرات من مؤسسات النقل قررت إلغاء رحلاتها البرية، بعد أن أدت كميات الأمطار المتهاطلة إلى سيلان العديد من الأودية بعد امتلائها، مثل وديان الأخضر، الصفايا، الخملية، حاسي العشرين، وهو ما تسبب في قطع الطريق أمام السيارات والمركبات منذ صباح أول أمس. في المقابل، تجري وحدات مشتركة بين الدرك الوطني والحماية المدنية تحركات مكثفة في مناطق البدو الرحل، لغرض إقناعهم بالدخول إلى المدن، يأتي هذا في وقت يجري الحديث عن فقدان عدد كبير من الماشية وإتلاف عدة محاصيل زراعية. من جهة أخرى، بلغت درجة الغضب حدها في أحياء الدبدابة، بشار الجديد، قندهار وجرف الباردة، التي عاشت ليلة كاملة من العذاب بعد أن غمرت المياه منازل السكان ومنهم من فوجئ بتدفق سيول من المياه القذرة جراء انفجار البالوعات، كما حدث ببشار الجديد، جرف الباردة بالعبادلة، وحي قندهار الذي خرج سكانه إلى الشارع للتعبير عن غضبهم، حيث قاموا بحرق العجلات المطاطية، واعتبروا ذلك أبلغ تعبير عن معاناتهم مع مياه الصرف الصحي.