أدت العواصف الرملية الهوجاء التي اجتاحت منطقة أدرار وضواحيها، خلال اليومين الأخيرين، إلى مقتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم توفوا جراء انقلاب شاحنة كانت تقلهم بالطريق الرابط بينة دائرة تنركوك وولاية البيض، والثالث بسبب سقوط جدار هش مبني بالطوب بالجهة الشمالية لعاصمة الولاية. كما تسببت الرياح التي تجاوزت سرعتها أكثر من 135 كلم في الساعة، في فقدان العديد من الأشخاص الذين ضلوا الطريق نظرا لرداءة الرؤية، واشتكى عدد من الموالين من نفوق أكثر من 33 رأس من الإبل كانت ترعى بصحراء تنزروفت، بسبب هذه الرياح والزوابع الرملية، التي ألحقت أضرارا بليغة بالعديد من المباني الطوبية الهشة التي لم تصمد أمام قوتها. كما تضررت الأعمدة الكهربائية والمركبة حديثا، التي أنجزت بطريقة مغشوشة، حسب تصريحات العديد من مواطني القصور، إذ أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في العديد من القصور البعيدة. كما عرف الطريق الوطني الرابط بين ولاية أدرار والبيض توقف حركة النقل، بسبب محاصرة الرمال لهذا الطريق الذي يعرف تدهورا خطيرا، فقد اجتاحت الرياح أجزاء كبيرة من الطريق، ما أدى إلى غلقه في وجه حركة المرور. ولم تتدخل مديرية الأشغال العمومية إلى حد الآن لفك العزلة عن السيارات والشاحنات التي حاصرتها الرمال في عدة مناطق، خاصة في الجزء الربط بين بلدية البنود ودائرة تنركوك. وقد تدخلت مصالح الدرك التابعة لدائرة لبيض سيدي الشيخ لإنقاذ المواطنين، الذين ظلوا في حالة حصار لأكثر من 12 ساعة كاملة وسط انخفاض درجات الحرارة. وفي مغنية بتلمسان، قضى الكثير من السكان ليلتهم في العراء نتيجة انهيار العديد من المنازل، وتسلل السيول إلى داخلها بكميات معتبرة، كما هو الحال بحي أولاد بن صابر الذي قضى فيه السكان ليلة بيضاء، وانقطع الطريق المؤدي إلى مدينة مغنية بعد تصدع الطريق نتيجة الأشغال المغشوشة التي عرفها من قبل. وعرفت حركة السيارات ازدحاما كبيرا، ما جعل مصالح البلدية تقدم على تحطيم الأرصفة قصد السماح للسيول بالتدفق بسرعة. وبحي البطيم، اشتكى السكان من غياب السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية التي تدخلت في جهات أخرى، دون هذا الحي الذي غمرت فيه المياه العديد من المنازل والمدرستين الابتدائيتين، في حين توشك بعض المنازل على الانهيار. وأبدى السكان غضبهم من عدم استجابة السلطات المحلية لنداءاتهم المتكررة، قبل أن تقع الكارثة وطالبوا الوالي بالتدخل. كما انهارت منازل بأحياء المصامدة والشهداء والمذبح والمدرجات، خاصة الهشة منها، ما جعل أهلها لحد الآن دون مأوى. وقد لجأت بلدية مغنية إلى الاستنجاد بشاحنتين لامتصاص المياه والأوحال من البيوت، كما ألحقت الأمطار أضرارا بالطرقات والقنوات الخاصة بالصرف الصحي. وصرح رئيس بلدية مغنية أن الأمطار كانت قوية وألحقت أضرارا معتبرة بالمباني والسكنات والطرقات، وأضحى بعض السكان دون مأوى، وأرجع أسباب الفيضانات إلى امتلاء وادي الحمري. الأمطار تكشف عيوب البنية التحتية لسيدي بلعباس وفي سيدي بلعباس، تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الولاية، بدء من سهرة يوم الاثنين وإلى غاية صباح أمس، في قطع العديد من الطرقات الحيوية بمختلف أنحاء الولاية، وحتى بوسط عاصمتها، مع تسجيل العديد من الخسائر المادية، بعد أن اجتاحت السيول عددا كبيرا من المقرات العمومية الرسمية. وكان النفق المؤدي إلى حي سيدي الجيلالي الكبير قد عاش على وقع ارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من متر ونصف، وهو نفس ما عاش على وقعه أيضا النفق الذي يخترق حي سيدي أعمر ونفق حي بن حمودة الشعبي، في الوقت الذي شهد فيه مقر الإذاعة الجهوية اجتياحا لسيول الأمطار، وهو نفس ما سجل أيضا على مستوى المقر الأمن الحضري الرابع ومقرات أخرى. وكان مرضى مصلحة السكري بالمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور عبد القادر حساني، قد وجدوا أنفسهم وسط برك من المياه بعد أن اخترقت الأمطار أسقف المصلحة، الأمر الذي نتج عنه استياء أهالي المرضى، وحتى العاملين هناك، في الوقت الذي أكدت فيه مصالح الحماية المدنية لولاية سيدي بلعباس إشرافها على 22 تدخلا في ظرف خمس ساعات. وكانت هذه الأمطار كفيلة بكشف عيوب البنية التحتية بحكم الانسداد الذي مس غالبية البالوعات، فضلا عن الأوحال التي غزت كل الشوارع تقريبا بعاصمة الولاية.