تستعد مجموعة من الشركات البريطانية لدخول السوق الجزائرية قريبا، واستثمار حوالي 271 مليار دينار، وهو ما يعادل 2 مليار جنيه استرليني في العديد من المجالات الاقتصادية والصناعية، حيث أبدت المؤسسات المعنية رغبتها في إطلاق نشاطها في الجزائر خلال المنتدى الجزائري البريطاني الأسبوع المنقضي، الذي ترأسه كل من الوزير الأول عبد المالك سلال ونظيره البريطاني دافيد كامرون. وتأتي في مقدمة الشركات البريطانية مجموعة “استرازينيكا” لصناعة الأدوية والمجمع البترولي “بيتروفاك”، حيث نجحت المؤسستان في الاتفاق على الخطوط العريضة لبنود عقود الاستثمار، تحضيرا لإطلاق نشاطها على المدى القصير في الجزائر، للاستفادة من التسهيلات والتحفيزات الجبائية التي رافع من أجلها كل من وزير التجارة عمارة بن يونس ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب. وحسب مصادر مقربة من ملف الشراكة، فقد تم الاتفاق على إنجاز مجموعة من المستشفيات ومراكز صحية متخصصة في علاج مرضى السرطان، بالإضافة إلى إطلاق مؤسسة “استرازينيكا”، في إطار شراكة مع مؤسسة محلية، مشاريع لإنجاز مصانع إنتاج الأدوية والمواد الصيدلانية الأخرى تبعا لما صرح به مديرها العام باسكال سوريو، بينما سيعمل المجمع الطاقوي “بيتروفاك” على الاستثمار في مجالات التنقيب والاستخراج والنقل وتطوير استغلال الموارد غير التقليدية. من ناحية أخرى، فإن اتفاق الشراك بين الجزائر وبريطانيا يضم أيضا مشاريع في قطاعات أخرى كما هو الشأن بالنسبة لمجال الفلاحة وتطوير سوق الصرف والمعاملات البنكية ضمن المشاريع ذات البعد الخدماتي في الجزائر، حيث أشار السفير البريطاني في الجزائر، أوندري نوبل، أثناء اللقاء الرسمي، إلى أن الحكومة الجزائرية متفتحة على الاستثمارات الأجنبية، تحقيقا لهدف تنويع الاقتصاد، وذكر في السياق الغلاف المالي المخصص للبرنامج الخماسي المقدر ب260 مليار دولار (170 مليار أورو)، في محاولة لحث الشركات البريطانية على توسعي نشاطاتها الاستثمارية في السوق الجزائرية، وتجاوز العلاقات الاقتصادية القائمة على المبادلات التجارية المحضة. وشارك في أشغال الندوة الثنائية العديد من الشركات البريطانية التي حاولت التعرف عن قرب على فرص الاستثمار في الجزائر، وتفاصيل القوانين المنظمة للنشاط الاقتصادي للمؤسسات الأجنبية، كما هو الشأن بالنسبة للمجموعة الدولية للمستشفيات “هيتشكار” ممثلة بمسؤولها روجر كينغ، ومسؤول شركة الصناعة الصيدلانية كريس إيفن.