ستزود سوق الأدوية الوطنية بثلاث منتوجات أدوية جديدة تدخل مجال التسويق سنة 2014، لمعالجة الأمراض المزمنة والخطيرة كالقلب والشرايين، السرطان، وأمراض العصبية والعقلية، للتقليص من عامل الندرة الذي تعرفه مثل هذه الأنواع من الأدوية، وكذا التقليل من التبعية للخارج في هذا المجال، حيث بلغت فاتورة استيرادها 2 مليار دولار السنة الجارية، حسب المجلس الوطني للمعلومات والإحصائيات . يتم إنتاج هذه الأدوية من قبل مخابر وطنية خاصة بيوفارم ، ومخابر استرازينيكا العالمية، التي أبرمت أمس بنزل السوفيتال على عقد شراكة لإنشاء وحدة إنتاج الأدوية بالجزائر العاصمة (لم يعلن عن كلفة المشروع، لأنه لم يتم الانتهاء من دراسة التقييمة لهذا الأخير). ويهدف هذا المشروع، التقليص من الندرة التي ما تزال تعرفها الأدوية الموجهة لمعالجة الأمراض المزمنة، بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للإحاطة بهذه المشكلة. حضر حفل التوقيع على هذه الشراكة وزير القطاع جمال ولد عباس الذي أعلن، أن الجزائر من خلال المشاريع المشتركة جزائرية أجنبية سمحت، برفع قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تبلغ حاليا 364 مليون دولار. وأكد الوزير أن من أهداف المشروع تقليص من فاتورة الاستيراد الباهظة، مشيرا إلى أن فاتورة الأدوية الموجهة لمرضى السرطان على سبيل المثال، قد تضاعت في غضون سنة واحدة، فبعد أن كانت لا تتجاوز 10 مليار دج سنة 2011، بلغت السنة الجارية 21 مليار دج . ومن جانبه اعتبر وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محمد بن مرادي، أن هذه الشراكة رمزية، لكنها ستساهم في التقليص من فاتورة الأدوية التي تصل إلى 2 مليار دولار. وأشاد في سياق متصل بالكفاءات الجزائرية في هذا المجال سواء تلك التي تعمل مع شراكة أجنبية، أو تنشط بمفردها ليس في قطاع الصناعة الصيدلانية فحسب، وإنما في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى . واعتبر عبد المجيد كرار رئيس مدير عام مخابر بيوفارم، أن إبرام عقد الشراكة مع مخابر استرازينيكا'' العالمية، أنه يعد تتويج لمسار مفاوضات دام سنتين بين الطرفين، مبرزا بأن المشروع الاستثماري هذا، يأتي تجسيدا للسياسة العمومية، للرفع من كمية الإنتاج المحلي للأدوية، والمساهمة في بلوغ تغطية 70 بالمائة من الحاجيات الوطنية للدواء سنة 2014 . وتمكن هذه الشراكة التي وصفها بالمثالية بين مخابر بيوفارم الخاصة ومخابر استرازينيكا ذات السمعة العالمية، من الاستفادة من التحول التكنولوجي والخبرة التي تمتلكها هذه الأخيرة في مجال إنتاج وتطوير صناعة المواد الصيدلانية والأجهزة الطبية باعتماد أحدث التكنولوجيات . ولتجسيد هذا المشروع الذي سيزود السوق الوطنية بثلاث أنواع من الأدوية لمعالجة أمراض القلب والشرايين، الأمراض العقلية والأعصاب وكذا أمراض السرطان، طلب كرار من السلطات العليا للبلاد المرافقة والدعم. ومن جهته، أكد طارق رابح نائب رئيس مدير عام مخابر استرا زينكا ذات الأصل البريطاني السويدي، أن هذا المشروع المشترك الذي سينجز في الجزائر في يندرج في إطار الإصلاحات التي شرعت فيها الحكومة الجزائرية، ترمي من خلالها إلى تطوير وحدات إنتاج المواد الصيدلانية، للرفع من كمية الأدوية، لتلبية الاحتياجات الداخلية، ولضمان علاج ذا نوعية للمرضى. وذكر ممثل استرازينيكا في سياق متصل، بأن العلاقة بين المخابر البريطانية وبيوفارم ، ويعتبر هذا الأخير أول مخبر جزائري يتم التعامل معه في إطار شراكة حقيقية حسب تأكيده، والتي تسمح ببحث حلول محلية للمشاكل التي تعرفها بعض أنواع الأدوية في الجزائر خاصة تلك الموجهة للمرضى المزمنين.