ذكرت النشرية، التي تصدر بفرنسا، أن بوتفليقة سافر إلى باريس لتجرى عليه فحوصات طبية، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وأهم ما يلفت الانتباه في الموضوع، أن “ماغراب كونفدانسيال” لم تنشر الخبر بصيغة التأكيد. ولم تتعوّد الرئاسة الجزائرية على إصدار ردود فعل بخصوص سفريات الرئيس إلى الخارج للعلاج، لا بالنفي ولا بالتأكيد. وبما أن ملف مرض الرئيس يسيّره إعلاميا، شقيقه السعيد بوتفليقة حصريا، فمديرية الاتصال بالرئاسة لا تخوض في هذه القضية إلا بإشارة منه، ولذلك كان رد القائمين عليها، أمس، كالتالي “لا نعلم شيئا عن هذا الموضوع”. وقد نقلت عدة وسائل إعلام فرنسية أمس خبر النشرية. وتعود آخر سفرية للرئيس بغرض العلاج في فرنسا إلى 15 نوفمبر الماضي. واكتشف المهتمون بتطورات مرض الرئيس، حينها، أنه يخضع لكشف عام وفحوصات بفضل جريدة محلية بمدينة غرونوبل (جنوب شرق فرنسا)، ذكرت بصيغة التأكيد أنه دخل إلى مستشفى “ألومبير”، وبالتحديد إلى قسم أمراض القلب والشرايين. ولم يكن الاستشفاء بغرونوبل اختيارا من الرئيس، وإنما لكون الطبيب البروفسور جاك مونسغو المتخصص في أمراض القلب، الذي عالجه وتابع حالته بفال دوغراس، انتقل إلى “ألومبير”. وغادر الرئيس المستشفى في نفس اليوم، ما أنهى جدلا حادا حول احتمال تدهور حالته الصحية من جديد وما يرتبط بذلك بخصوص النقاش الجديد القديم، حول مدى قدرته على الاستمرار في الحكم. وشدّت صور مغادرة الرئيس المستشفى الانتباه، بسبب “الاستعراض” الذي صاحبها وتميّز بإحاطة سيارة الإسعاف التي كانت تقله، ب10 سيارات رسمية وعدد كبير من دراجي الدرك الفرنسي السيّار وسيارات الشرطة المحلية. وتوجه الموكب الرسمي إلى مطار غرونوبل حيث طائرة الرئيس، ولم تظهر حينها وجهته. حدث كل ذلك ولم يصدر عن السلطات الجزائرية بيان عن هذه السفرية، فيما نسبت وسائل إعلام جزائرية إلى مصادر مجهولة، أن الرئيس “لم يغادر البلاد”. أما السلطات الفرنسية، فمن عادتها التعامل بأقصى درجات الحذر مع هذا الملف الحساس، لهذا لم يصدر عنها بيان بوجود بوتفليقة في غرونوبل. ومن المفارقات أن الجزائر لم تعلن رسميا عن سفرية غرونوبل، إلا بعد مرور 19 يوما وعلى لسان وزيرها الأول عبد المالك سلال، الذي قال يوم 4 ديسمبر الجاري، لصحافيين فرنسيين بباريس، إن بوتفليقة “أجريت عليه فحوصات طبية بفرنسا أخيرا كما تعلمون، وهو في صحة جيدة ويشرف على تسيير شؤون البلد.. أؤكد لكم ذلك”. وقال إنه دعا الرئيس فرانسوا هولاند لزيارة الجزائر “ما سيسمح له بالاطلاع على الحالة الصحية الجيدة لرئيس الجمهورية”!