بداية أين هو بوزيد صالح حاليا ؟ شكرا على الاتصال، أنا حاليا أعمل في المملكة السعودية وأشرف على تدريب حراس نادي الشباب السعودي، ومسؤول عن اكتشاف المواهب خاصة في مجال حراسة المرمى. لكن لماذا العمل في الخليج، هل لغياب العروض في الجزائر؟ العمل في الجزائر أصبح صعبا للغاية، خاصة لما يتعلق الأمر بالمدرب المحلي، فالجميع يقف ضده وهناك من يحاول ابتزازه، ناهيك أيضا عن حقوقه التي تهضم بشتى الطرق، فتصور أنني أشرفت قبل ثلاث سنوات على تدريب حراس مولودية باتنة ولليوم لم أحصل على مستحقاتي. وهل أنت مطلع على مجريات الكرة في الجزائر ؟ أنا مطلع على كل ما يجري في أرض الوطن، وأتابع أخبار الأندية الأوراسية بكل حيثياتها وتفاصيلها، وأنا جد آسف لما يحدث لفريق القلب مولودية باتنة. تجربة الاحتراف في الجزائر بلغت عامها الخامس، ومع هذا هناك نقائص.. إلى ماذا ترجعها كتقني ؟ فعلا الاحتراف في الجزائر لم يحقق المرجو منه، لأنه ببساطة ذهب ضحية السماسرة الذين أحاطوا بالكرة ولم يتركوا لأهل الاختصاص أي مجال، رغم أن رئيس الاتحادية يسعى جاهدا لبلورة ذلك مع المنتخب الأول الذي أصبح يضاهي بعض المنتخبات العالمية من الجانب اللوجستيكي والتنظيمي، زد على ذلك فالاحتراف في الجزائر لم تهيأ له الأرضية الصلبة، وبقيت النوادي تنتظر دوما البقرة الحلوب وإعانات الدولة في ظل عدم وضوح آليات الاستثمار. على ذكر المنتخب الوطني كيف تنظر للمجموعة التي وقع فيها الخضر في كأس إفريقيا للأمم القادمة ؟ “الخضر” وقعوا في مجموعة نارية، لكن كرة القدم الحديثة لم تعد تعترف بالمعايير التي كنا نسمع بها سلفا، ولم يعد هناك فريق صغير وآخر كبير، لكن هذا لن ينقص من قيمة “الخضر”. كيف ذلك ؟ وجود “الخضر” ضمن أحسن عشرين منتخبا عالميا يدفع الفرق الأخرى لأن تحسب لنا ألف حساب وليس العكس، رغم إدراكي أن كأس إفريقيا ليست كأس العالم، والظروف التي سيلعب فيها “الخضر” بغينيا الاستوائية غير تلك التي وجدها في المونديال، وهنا تظهر احترافية التعداد للتعامل مع كل الظروف التي يصادفونها في المنافسة. وهل ترى أن منتخبنا قادر على التتويج باللقب القاري ؟ المنتخب الحالي نضج بما فيه الكفاية، وهو قادر على صنع الفارق متى شاء، فقط على اللاعبين أن يؤمنوا بإمكاناتهم وأن يحسنوا التفاوض مع منافسيهم، وتسيير المقابلات سيضاعف من حظوظ “الخضر” أكثر. كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن منصب الحارس الأساسي للمنتخب، فمن تراه الأنسب لشغل ذلك ؟ في الوقت الراهن لا يوجد هناك من هو أحسن من الحارس رايس وهاب مبولحي، بالنظر للخبرة التي يتمتع بها وكذا تكوينه الذي يسمح له بالتأقلم مع كل الأوضاع التي سيكون عليها، وخبرته ستفيد الحراس الآخرين لو يحسنوا استغلالها. في ظل الحديث عن غياب حرّاس كبار في البطولة، هل فكرت في إنشاء مدرسة لذلك بالجزائر ؟ الفكرة موجودة، ولكن من يمول المشروع ومن يستفيد منه في ظل عدم اتضاح الرؤى بخصوص هذا النوع من المدارس الكروية في الجزائر ؟، لكن المشروع قائم للمستقبل. مؤخرا توج بلماضي مع منتخب قطر بلقب كأس الخليج، ألا ترى أن هذا التتويج رفع من أسهم المدرب الجزائري خليجيا؟ تتويج بلماضي مع منتخب قطر هو أكبر رد على كل من شكك في الخبرات والكفاءات الجزائرية، وقبل هذا فعلها خير الدين ماضوي مع وفاق سطيف ورد الاعتبار للإطار المحلي الذي بات مطلوبا في العديد من النوادي الخليجية، خاصة للتدريب هناك. أخيرا هل تنوي العودة للوطن والعمل بالجزائر ؟ فعلا شعور يتملكني كلما أعود للوطن، لكن العمل بالجزائر في الوقت الحالي يبقى صعبا وصعبا جدا، اللهم إلا إذا تغيرت الذهنيات والمسيرين هناك سيكون لنا كلام آخر، لأنه من منا لا يريد وضع تجربته وخبرته في خدمة أبناء بلده. كلمة ختامية ؟ أتمنى التوفيق للمنتخب الوطني والتتويج باللقب القاري الذي سيكون أحسن هدية للجمهور الجزائري.