أنهت محكمة الجنايات بالبليدة، استجواب كافة المتهمين في قضية خليفة، البالغ عددهم 75 شخصا، في انتظار الشروع اليوم في مرحلة السماع إلى الشهود. وقد شهدت جلسة، أمس، انفعال جل المتهمين بالبكاء في القاعة، بسبب ما قالوا إنه ظلم تعرضوا له طيلة سنوات اتهامهم بخيانة الأمانة مقارنة بالوقائع البسيطة المنسوبة إليهم. أثار المتهم حدادي سيد أحمد، وهو مدير مالية ومحاسبة بشركة أنتينيا للطيران، تعاطف بقية المتهمين الذين بكوا بشدة بسبب الحالة التي ظهر عليها، فقد أصيب هذا المتهم بجلطة دماغية سنة 2013، وعجز عن الكلام أمام القاضي الذي تفهم وضعه وطلب منه الإجابة عبر الإيماء للتهم المنسوبة إليه. لم يستغرق استجواب المتهم سوى دقائق، وعند خروجه من القاعة، أصيب المتهم بنوبة غضب بسبب عدم قدرته على الكلام والدفاع عن نفسه ضد تهمة خيانة الأمانة رغم أنه كتب لافتات سلمها القاضي تفيد بإرجاع سيارة الشركة إلى جانب الكمبيوتر الهاتف.
أما المتهمة ليندة بن ويس، وهي ابنة مدير الخطوط الجوية الجزائرية سابقا، فقد أكدت حصولها على قرض ب 900 مليون سنتيم لشراء شقة بالعاصمة، وذكرت أنها سددت جزءا منه وحصلت على رسالة من عبد المومن خليفة تفيد بذلك. لكن القاضي طلب منها إن كانت تملك إثباتا على ذلك، ثم واجهها بعبد المومن خليفة الذي نفى أن يكون قد وقع لها على أي رسالة كما تقول.
خليفة مول شراء 232 حافلة لفائدة طحكوت
من جانب آخر، علمت "الخبر" من مصدر مطلع على ملفات قضية خليفة بنك، أن مثول وزير المالية السابق والمسير الإداري بالبنك بعد فرار خليفة ومصفي البنك منصف بادسي، كشاهدين في القضية، سيسمح لفريق الدفاع بالاستفسار عن القروض التي منحها بنك خليفة ولم يتم استرجاعها. وكشف المصدر أن ملفات بحوزته تظهر حصول رجل الأعمال محي الدين طحكوت على قرض لتمويل شراء 232 حافلة، من بنك خليفة، سدد منها جزء بينما بقي مبلغ 20 مليار سنتيم من القرض عالقا، ولا يعلم إن كان تسديده قد تم في فترة المسير الإداري أو المصفي، لذلك سيطلب منهما توضيح ذلك.
و كان سمير سيدي السعيد محامي أحد الأطراف المدنية (المتضررون من بنك خليفة)، قد ذكر في تصريح له، أنه يملك وثائق سيواجه بها محمد جلاب، تتعلق بعمليات بنكية قام في تسييره للبنك تمثلت في تعويض بعض المودعين إلى جانب تعويض فندق شيراطون ومؤسسات عمومية كبيرة قبل وصول مرحلة المصفي.
خليفة لم يعين ممثلا في اجتماع شركاء خليفة بنك
ولا يزال غموض ساريا حول اجتماع شركاء بنك خليفة اليوم مع المصفي منصف بادسي، أمس، إذ لم يعين عبد المومن خليفة ممثلا عنه في الاجتماع رغم أنه يحوز على 67 بالمائة من الأسهم. وقال المحامي مروان مجحودة إن موكله لم يبلغ أي من المحامين بتمثيله، مشيرا إلى أن أخ عبد المومن خليفة حضر الاجتماع بصفته أحد المساهمين في البنك وليس ممثلا عن أخيه.
وتتمثل نقطة الخلاف بين خليفة والمصفي باديسي في تعيين محافظي حسابات لتدقيق حسابات البنك. وقال بادسي ل"الخبر" إنه "لا يفضل تعيين محافظي حسابات في الفترة الحالية لأن ذلك يكلف كثيرا من الناحية المالية، والأحسن أن يتم تعيينهم بعد إكمال تقرير المصفي من أجل تدقيق كل الحسابات دون استثناء".