انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، نتائج المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، المنعقد نهاية الشهر الماضي، ووصفته بأنه “محاولة لإعادة البلاد إلى عهد الحزب الواحد”. كلام لويزة حنون جاء بمناسبة دورة عادية للجنة المركزية لحزبها، بالعاصمة، معتبرة أن “ما حدث شأن حزبي ولم تكن لتتدخل فيه، لولا أن ما ساد المؤتمر من ممارسات ومحاولات للتقهقر إلى الوراء من خلال الترويج لإمكانية عودة البلاد إلى عهد الحزب الواحد”. وقالت بخصوص رسالة رئيس الجمهورية، التي قرئت في افتتاح المؤتمر المذكور، إن “كاتب الرسالة أخطأ عندما أرجع رئاسة الأفالان إلى رئيس الدولة في الوقت الحالي، أي بعد انتخابه لعهدة رابعة، الأمر الذي جعل ما كتب بمثابة خطأ ومهزلة”. وتساءلت زعيمة “العمال” عن الأسباب التي أقنعت الرئيس بوتفليقة بقبول منصب رئيس حزب الأفالان، “وهو الذي استهل رسالته بتبرير رفضه ذلك في العهدات الثلاث السابقة، بأنه رئيس لكل الجزائريين، وبالتالي كان لزاما عليه الترفع عن ذلك”. هذا القبول اعتبرته حنون بأنه “تقزيم للرئيس وما أنجزه”، ورسالة من حزب الأفالان إلى الطبقة السياسية مفادها أن “عهد الحزب الواحد قد بدأ”، مشيرة باستغراب إلى الحضور اللافت لبعض الوزراء، جلسة افتتاح المؤتمر وهم ليسوا مناضلين فيه، من شاكلة عمارة بن يونس وعمار غول وعبد المالك بوضياف، ووزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال والإعلام إيمان هدى فرعون، وعز الدين ميهوبي وزير الثقافة. وقالت: “ماذا كانوا يفعلون هناك ؟”. بينما أجابت: “إنه انقلاب على الحكومة والدولة في مسار معاكس للتاريخ والتطلعات الديمقراطية”، وصرحت حنون منبهة من “مسارات تمهد لحدوث ما لا يمكن جبره”. وأطلقت حنون النار على الوزير مدير ديوان الوزير الأول، حيث اتهمته “بمراقبة عبد المالك سلال لصالح الأوليغارشيا”، متهمة إياه ضمنيا بالولاء لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد. كما هاجمت حنون وزير الصحة، وقالت إنه “يمارس ازدواجية الخطاب أمام رئيس الجمهورية، حيث يقول له إن مشروع قانون الصحة الجديد يحافظ على مجانية العلاج المكفولة دستوريا، وفي الحقيقة يفتح الباب على مصراعيه أمام القطاع الخاص الذي لا يعمل بالمجان، ليستولي على المستشفيات بلا رحمة”. من جهة ثانية، انتقدت حنون رئيس المجلس الشعبي الوطني، دون أن تذكره بالاسم، بسبب موافقته على تنظيم يوم برلماني لصالح الأوليغارشيا، حول الشراكة مع منتدى رؤساء المؤسسات، واصفة إياه ب”السابقة الخطيرة”، مشيرة إلى أنها سبق وأن حذرت من ذلك أثناء اللقاء الذي جمع رئيس المنتدى (علي حداد) وولد خليفة. وبالنسبة إلى حزب العمال، فإن مؤسسات الدولة مهددة ب”الاغتيال”.