أبدى حزب العمال، أمس، “قلقه” من التغيير الذي شمل إدارة الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وذلك بعد إقالة مديرها العام السابق، أحمد بوسنة، واستخلافه بجمال كعوان القادم من جريدة مملوكة لمجمع علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات. لا تخفي الأمينة العامة لحزب العمال مخاوفها من أن يكون التغيير الذي “استهدف” وكالة النشر والإشهار، خطوة مبرمجة “للهيمنة على سوق الإشهار وتوظيفه في خنق الحريات الإعلامية والمعارضة السياسية على حد السواء”. وفي هذا السياق، أوضحت حنون، التي كانت تتحدث في افتتاح اجتماع بالعاصمة، حضره إطارات الحزب في مناطق الجنوب والهضاب العليا، “نخشى على حرية الصحافة من مزيد من القيود والتضييق، بعد التغيير الذي حدث في رأس وكالة النشر والإشهار”، مضيفة أن “التغيير يحمل رسالة مفادها أن الصحافة الحرة والطبقة السياسية ستكون مستهدفة”. وتابعت: “نحن لسنا ضد المدير الجديد ولا الجريدة التي جاء منها، لكننا نعلم، مثلما يعلم الكثير من الجزائريين، أن الإشهار سلاح في يد الحكومات للتحكم في الخط الافتتاحي لوسائل الإعلام والتأثير على كتابات الصحفيين وأيضا في التعاطي مع أنشطة الأحزاب والفاعلين السياسيين”. وفي نفس الاتجاه، انتقدت زعيمة حزب العمال الطريقة التي اعتمدها التلفزيون الجزائري “العمومي” مع المؤتمر العاشر لحزب الأفالان، وأشارت إلى أنه “خصص 25 دقيقة من نشرة الأخبار الرئيسية لأشغال افتتاح هذا الأخير”، مقدرة بأن “هذه ممارسات زمن الحزب الواحد وهو انحراف خطير”، متسائلة: “هل يستفيد باقي الأحزاب من هذه المعاملة؟”. من جهة أخرى، لم تفوت لويزة حنون الفرصة لتوجيه رسالة تحذيرية إلى وزير المالية الجديد، عبد الرحمن بن خالفة، الذي وصفته بأنه “خبير يميني من الداعين إلى فتح رأسمال البنوك ومؤسسات التأمينات العمومية، مثلما يشترطه صندوق النقد الدولي”. وأضافت: “هذا الوزير يؤيد أيضا تقليص حجم النفقات “التحويلات” الاجتماعية، وهو موقفه منذ كان مسؤولا في جمعية البنوك والمؤسسات المالية”، مؤجلة كما قالت “تقييم أدائه إلى حين الاطلاع على خريطة الطريق التي سينتهجها في عمله”. وبشأن سياسة التقشف التي قررت الحكومة المضي في تطبيقها، اعتبارا من تقليص الاستيراد والنفقات المخصصة للمشاريع التنموية، فضلا عن تخفيض عدد موظفي قطاع الوظيف العمومي، بنسبة لا تقل عن الثلثين، خلال الفترة القادمة، قالت لويزة حنون إن “ذلك من شأنه تفكيك القاعدة الأساسية للدولة، ويفتح شهية المفترسين الذين يبتلعون كل شيء في طريقهم بتواطؤ مسؤولين في كافة المستويات”.