لقيت، أول أمس، طفلة في 16 من العمر، حتفها ب«مقرن الويدان” ببلدية تارمونت في المسيلة، حيث كانت تهمّ بالالتحاق بوالدها الذي كان يقوم بتصريف مياه الأمطار في حقله، قبل أن تجرفها سيول الأمطار التي تهاطلت بغزارة على المنطقة. الضحية تلميذة بالمتوسط، كانت تتأهب لاجتياز شهادة التعليم المتوسط الأحد المقبل، قبل أن تجرفها السيول، حيث تم نقل جثتها إلى مصلحة حفظ الجثث بالعيادة المتعددة الخدمات بحمام الضلعة. وكانت أمطار طوفانية مصحوبة بحبات البرد قد تهاطلت، مساء أول أمس، على مناطق عدة من ولاية المسيلة، حيث غمرت السيول العديد من الأحياء وبلغ مستوى المياه حدود الطوابق الأرضية للعمارات، كما حولت المفاصل الرئيسية وكذا مصالح الولاية والإدارات العمومية في ظرف قصير إلى أنهار جارفة اقتلعت معها الكثير من الأشجار وحولت العديد من هذه المفاصل إلى جبال من الوحل والأتربة، وهو ما صعب عمل أعوان الحماية المدنية الذين استنجدوا بالقوارب لإجلاء المواطنين الذين احتجزتهم مياه الأمطار داخل بيوتهم، حيث تمكنت من إنقاذ ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر إلى 40 سنة علقوا داخل البيوت، وتم نقل اثنين منهم إلى المستشفى. كما غمرت المياه 12 سيارة وشاحنتين، فيما لا تزال حالة الاستنفار قائمة لحد كتابة هذه الأسطر. وقد ألقى المواطنون بالمسؤولية على عاتق السلطات المحلية والولائية التي ظلت تتماطل في تهيئة وصيانة البالوعات، فيما انتقد آخرون سياسة التخطيط المتبعة في الولاية منذ أزيد من 15 سنة، وهي المدة التي لم يتزحزح عنها مدير التخطيط من منصبه، محملين إياه مسؤولية الموافقة على إنجاز مشاريع سكن تساهمية فوق أراض هي عبارة عن أودية. وعلمت “الخبر” أن والي الولاية أعلن، أمس، عن تشكيل خلية أزمة مكونة من عدة هيئات، على غرار قطاعات السكن والتعمير والتجهيزات العمومية إلى جانب المصالح الأمنية، لمتابعة الأوضاع داخل حي 5 جويلية الواقع بالجهة الغربية لعاصمة الولاية.