اعتبرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن النتائج المسجلة هذه السنة في امتحان شهادة البكالوريا مرضية، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى تطلعات القطاع والهدف الاستراتيجي الذي حدده الإصلاح والمتمثل في تحقيق نسبة نجاح لا تقل عن 70 بالمائة. وعبرت السيدة بن غبريت في كلمة لها بمناسبة تكريم المتفوقين في امتحان شهادة البكالوريا (دورة جوان 2015) عن تفاؤل قطاعها بخصوص تحقيق مثل هذه النسبة على المدى القريب بفضل إعادة تصويب الإصلاح الذي نعمل على تجسيده بالاعتماد على عنصرين أساسيين هما تحوير البداغوجيا وترشيد الحوكمة.
وأوضحت الوزيرة أن تحليل نتائج البكالوريا لهذه السنة يظهر من جانب الكم ارتفاع نسبة النجاح حيث بلغت 51,36% مقابل 45,01 % السنة الماضية، مما يعني زيادة نقدر ب 6,35 بالمائة, مبرزة أن فئة الإناث "تبقى تسجل نتائج أحسن من الذكور بنسبة قدرت ب 68,32 %, مقابل 31,68% عند الذكور مما يعتبر انشغالا حقيقيا سيتم التكفل به.
وذكرت بأن شعبة الرياضيات وتقني رياضي احتلت المرتبة الأولى بنسبة 62,74% متبوعة بشعبة اللغات الأجنبية بنسبة 58,74 % ثم شعبة العلوم بنسبة 51,43 % فشعبة الآداب بنسبة 47,14 % ثم شعبة تسيير واقتصاد بنسبة 43,69 %.
وفي معرض حديثها عن المجهودات المبذولة لتحقيق ظروف النجاح للمترشحين للبكالوريا، قالت الوزيرة أننا ساهمنا وبقدر كبير في تحقيق هذا النجاح بفضل المجهودات الاستثنائية التي بذلت من أجل تحقيق استقرار القطاع من جهة وضمان المرافقة النفسية والبيداغوجية للمترشحين من جهة أخرى".
وعددت في هذا الشأن البعض من تلك الإجراءات كاللجوء إلى مقاربة تعتمد على تقييم التعليمات وليس تقييم البرامج و بث دروس دعم متلفزة و تعديل ما تبقى من تنفيذ المناهج خلال الفصل الثالث تحت إشراف مفتشي المواد"
كما يتعلق الأمر أيضا بالمرافقة النفسية للمترشحين من طرف مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني, إلى جانب مختصين في علم الإجتماع وعلم النفس وضعتهم تحت تصرف القطاع وزارات أخرى كوزارة الداخلية ووزارة التضامن الوطني.
وفي تقييمها لمجريات امتحان شهادة البكالوريا الذي عرف ارتفاعا كبيرا للمترشحين هذه السنة بسبب وصول كوكبتين من التلاميذ إلى القسم النهائي (نظام قديم ونظام جديد), أكدت الوزيرة بأنه جرى في ظروف "حسنة على العموم".
وبخصوص التحديات التي تواجه هذا الامتحان بدءا من مشكل التفاوت في النتائج بين الولايات, دعت نفس المسؤولة إلى إعادة النظر في تنظيم الامتحانات, خاصة البكالوريا، مع إمكانية مراجعة رزنامة اختبار التربية الرياضية والبدنية في هذه الامتحانات وكذا في طريقة إعداد مواضيع الاختبارات التي تعتمد أساسا على التفكير الذاتي والاعتماد على النفس.
وبالنظر إلى محاولات الغش التي ميزت سير امتحان شهادة البكالوريا لهذا العام، شددت بن غبريت على الأهمية التي يوليها قطاعها لعملية إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لإحباط كل محاولات الغش.
وقالت في هذا الشأن بان هذه المسائل وأخرى ستطرح للنقاش والإثراء في الندوة الوطنية لتقييم تنفيذ إصلاح المدرسة التي ستنظم أواخر شهر يوليو الجاري، وشددت في هذا الصدد على انه حان الوقت لتغيير الكثير من الذهنيات حول مفهوم النجاح الذي يرتبط أساسا بالفرص المتاحة للمتعلم للاندماج في الحياة العملية.