تظاهر آلاف العراقيين في بغداد الجمعة، دعما لحزمة الاصلاحات التي اعلنتها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي واقرها البرلمان لمكافحة الفساد وتدني الخدمات، مطالبين بمزيد من الاجراءات. في بغداد، تجمع الآلاف في ساحة التحرير، كعادتهم في الاسابيع الماضية، حاملين الاعلام العراقية، ومرددين هتافات عدة منها "بغداد لن تسكت بعد الآن"، و"كلهم حرامية (لصوص)". كما رفع المتظاهرون صورا لعدد من السياسيين الذين يتهمونهم بالفساد، وعليها علامة "اكس" (X). وفي اشارة الى دعم العبادي، حمل متظاهرون صورا له كتب عليها "كل الشعب وياك (معك)"، ورددوا هتافات مؤيدة منها "يا حيدر سير سير (امض امض)، كلنا وياك في التحرير". وقال محمد جبار المشارك في تنظيم التظاهرة "العبادي يستمد قوته من الشعب، وهو يحظى الآن بمقبولية واسعة من قبلنا وبدعم من المرجعية". اضاف "ليس لديه عذر. يجب ان يقوم بالاصلاحات"، معتبرا ان "الاصلاحات الاولى مقبولة، لكننا نريد المزيد. نريد محاكمة الفاسدين واستعادة المال العراقي الذي نهب". وطالب باصلاح القضاء قائلا "كيف يضرب (العبادي) بيد من حديد والقضاء فاسد؟". وقال الموظف الحكومي علي محمد (45 عاما) "نحن بحاجة الى قوانين (...) لانهاء حالة الفساد التي تعيشها مؤسسات الدولة". اضاف "نحن نشد على يد العبادي بكافة الاصلاحات، لكنها تأخذ فترة طويلة بسبب المسؤولين الفاسدين الذين يواصلون سرقة الشعب"، مطالبا "باقالة جميع الوزراء والفاسدين. لدينا كفاءات يمكنهم تغيير الوضع". وطالب عدد من المتظاهرين بتشكيل حكومة تكنوقراط. كما شهدت مدن اخرى ابرزها النجف والناصرية في جنوب البلاد، تظاهرات مماثلة، تخللها ايضا احتجاج على تردي مستوى الخدمات العامة. وكان مجلس النواب اقر في جلسة الثلاثاء باجماع 297 نائبا حاضرا من اصل 328، حزمة اقتراحات حكومية لمكافحة الفساد وتحسين مستوى الخدمات، اضافة الى حزمة اصلاحات برلمانية. واتت هذه الخطوات بعد اسابيع من التظاهرات في بغداد وغيرها من مدن العراق، طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء، ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. وتلقت هذه المطالب جرعة دعم مهمة الاسبوع الماضي مع دعوة المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني، الذي يتمتع بتأثير وازن في السياسة العراقية، العبادي الى ان يكون "اكثر جرأة وشجاعة" ضد الفساد. ومن ابرز الاصلاحات الحكومية إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و"المحاصصة الحزبية والطائفية" في المناصب العليا. ورغم الضغوط الشعبية ودعم السيستاني للاصلاح، إلا أن الطبيعة المتجذرة للفساد في العراق واستفادة معظم الاحزاب والكتل السياسية منه، قد تجعل من الصعب احداث تغييرات جوهرية، بحسب عدد من المحللين. وحذر العبادي الاربعاء من ان مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد "لن تكون سهلة"، مشيرا الى ان المتضررين منها سيعملون بجد "لتخريب كل خطوة".