فضّل القائمون على مهرجان جميلة العربي أن يفتتحوا الطبعة 11 بطبوع فنية متنوعة، قدمت في طبق جزائري أصيل، جمع الترڤي والقبائلي والعربي والنايلي لإضفاء بعد وطني يتماشى وشعار الطبعة ”شعب واحد وطن واحد”. كانت السهرة الافتتاحية محلية خالصة بأصوات جزائرية تؤدي طبوعا مختلفة، دشنها الطابع المحلي السطايفي بعرض لفرقة الصراوي التي أدت أغاني محلية حركت الجمهور على محدودية حضوره، ثم اعتلت المنصة فرقة تراثية جاءت من ولاية غرداية، وهي فرقة إحياء التراث بالبارود والكرابيلا، التي دوت سماء جميلة بطلقات البارود وبأداء فلكلوري أحدث التميز. ومن عمق التاريخ والتراث، خرج للحضور دون برمجة مسبقة مؤدي الراب كريم الڤانڤ الذي يعتلي لأول مرة ركح المهرجان، مرفوقا ب”ديجي أف ميكس”، وأديا بامتياز رسالة أول نوفمبر. وعادت بعدها فرقة ”إمزاد” التراثية بالجمهور إلى عمق صحرائنا الشاسعة التي غنت بلغة ترڤية وبموسيقى عالمية للوطن وللحب وللسلام، وفضل مؤدي الراب الشاب عزو أن يطوع كلماته لنعي ضحايا العيد، مؤديا أغنية مؤثرة جدا أسماها ”شهداء العيد”. جو الحزن بدده بعدها كمال النايلي الذي غنى ل”القمرة” ثم للجزائر، ليستعيد بعدها الحضور المحتشم حيويته نسبيا مع الفنان القبائلي عليلو، وتواصلت الحيوية مع الفنان المحلي وفارس الأغنية السطايفية عماد أمير، وغنت بعده الوهرانية حورية بابا طابعا مغايرا ينم عن التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر. وظل محبو كادير الجابوني ينتظرون إلى غاية الساعات الأولى للصباح، عندما أطل عليهم بأغانٍ شبابية، بدا واضحا أن الكثير من الشباب والشابات يحفظونها عن ظهر قلب، حيث غنى ورقص الجميع مع ”باصيت معاك”، ”الحفلة نديروها”، وباقة أخرى من الأغاني التي أمتعت ما تبقى من جمهور كويكول. وفضّل كادير الجابوني أن يختم وصلته الغنائية بأغنية أداها، حسب تصريحه، لأول مرة على المباشر. وقبل إسدال الستار على الليلة الافتتاحية، أدى كل الفنانين سويا رائعة درياسة ”يحياو ولاد بلادي” وعلى أنغامها غادر الجميع.