اختارت الأحزاب الإسلامية تنظيم جامعاتها الصيفية في فترة زمنية متقاربة، حيث تعقد “جبهة التغيير” الجامعة الصيفية لإطاراتها في الفترة 23، 24، 25 أوت، وهو التاريخ نفسه الذي تجمع فيه حركة “حمس” إطاراتها ومدعويها لجامعاتها، وحددت حركة الإصلاح موعد 25 إلى 28 أوت، فيما برمجت “جبهة العدالة والتنمية” جامعتها هي الأخرى أيام 20 إلى 22 أوت، وينظم “حزب العمال” جلساته بين 21 و24، فيما ينظم “الأفافاس” جامعته الصيفية مطلع سبتمبر الداخل. واختارت الأحزاب التقليدية أواخر الصيف لتنظيم هذه النشاطات، لتسخين محركاتها، تمهيدا للدخول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومنها استئناف أشغال البرلمان. ومن الناحية العملية، تعد هذه الفترة الأنسب لجمع الإطارات والمدعوين، حيث تتصادف مع نهاية العطلة الصيفية. ودون إلغاء لعنصر المصادفة، تطرح برمجة جامعات صيفية لأحزاب من نفس التيار ومنها الإسلامي مثلا، رغبة دفينة لهذه الأحزاب للاستقلالية عن الآخر الذي ينافسها الوعاء الانتخابي والخطاب، وكذا الخوض في الملفات الداخلية في إطار غير رسمي، فالقرارات التي قد تنبثق عن الجامعات الصيفية غير ملزمة للقيادات بعكس ما يتخذ في اجتماعات المكتب الوطني أو مجلس الشورى. وتنافست الأحزاب الإسلامية، مثلا، في اختيار شعارات جذابة لجامعاتها الصيفية، وهي شعارات تحمل أيضا “هموم” هذه القيادات، فلم شمل أبناء المشروع يعكس في جانب منه رغبة الشيخ جاب الله في إطلاق تحالف كبير يدخله التاريخ، ويقلب به صفحة المشاريع الحزبية التي أطلقها ثم غادرها أو غادرته. ويثير المشروع الريبة لدى الأحزاب الإسلامية الأخرى التي تحرص على خصوصياتها وامتيازاتها، والجامعات الصيفية التي تحمل شعار “حركة تتجدد” الذي اختارته قيادة حركة “حمس” محاولة منها لإعادة تصحيح الاختلالات التي تعيشها ومواصلة مسار التحول الداخلي، فعبد الزراق مقري لازال يبحث عن أدوات لإعادة بناء الحزب وتمرير أفكاره في ظل مقاومة داخلية شديدة من خريجي مدرسة “الشيخ نحناح”، ومن الذين ذاقوا متعة الكرسي أيام الشراكة مع النظام، وفي ظل الجمود الذي يخيم على مشروع إعادة توحيد الحركة وجبهة التغيير، حيث لم يعرف الملف أي تطور منذ الإعلان عنه. وفي غياب أفق للوحدة بين “الحركة” و«الجبهة” في المنظور القريب، تشتغل “التغيير” على تطوير هياكلها القائمة، من خلال عمليات تكوين، حيث برمجت جامعة صيفية من ثلاث محطات، تضم الأولى الجامعة الصيفية للإطارات، أيام 23، 24، 25 أوت 2015 تحت عنوان: بناء الدولة الحديثة توافق ديمقراطية تنمية، ثم الجامعة الصيفية للشباب أيام 26، 27، 28 أوت 2015 تحت عنوان: الشباب وقيم المشاركة. وأخيرا المخيم الوطني للقيادات الطلابية يومي 29 و30 أوت 2015 تحت عنوان: الطالب وصناعة التأثير. وتتمسك حركة الإصلاح الوطني بخطابها الداعي لحوار بين السلطة والمعارضة، واختيار “الحوار السياسي الوطني بين طموحات المعارضة وتعنت السلطة” شعارا تحاول استخدامه في محاولة الخروج من المأزق الذي تعيشه حاليا، بين تكبر شريكيها في تكتل الجزائر الخضراء، وإغراء الالتحاق بمبادرة لم الشمل التي تتقد في أفئدة كثير من قيادات الحركة الذين يحنون لأمجاد مضت، وكذا تجاوز إرث الأمين العام السابق، جهيد يونسي، الذي ركز على منح الإصلاح حضورا إعلاميا وسياسيا وتسيير الموجود على حاسب مؤسسات الحركة وهيكلتها.