المشاكل الداخلية للوطنيين والديمقراطيين تطيل عمر العطلة ستشهد الساحة السياسية بداية من نهاية الأسبوع الحالي حراكا بعد ركود طويل، وستعود بعض الأحزاب السياسية الإسلامية منها للنشاط من خلال الجامعات الصيفية المزمع أن تنطلق خلال اليومين القادمين، في الوقت الذي فضلت فيه بقية الأحزاب إطالة عمر عطلتها إلى غاية شهر سبتمبر. جبهة التغيير: "بناء الدولة الحديثة: توافق، ديمقراطية، تنمية" تنظم جبهة التغيير الجامعة الصيفية لسنة 2015 في الفترة الممتدة من 23 إلى 30 أوت، وتعد الجامعة الصيفية محطة سنوية تكوينية ووسيلة تربوية وفضاء للتواصل بين القيادات والمناضلين، وآلية سياسية لتطوير الأداء وترقية الممارسة في جو من المشاركة التفاعلية، ومنبرا لإبراز مواقف الجبهة من الراهن السياسي، ومختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، وجسرا لتلاقي الرؤى والأفكار والمبادرات. تنعقد الجامعة بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة بحي الكرمة ببلدية بومرداس على فترتين، يشارك في كل فترة ما بين 500 و600 مشارك ومشاركة من كافة ولايات الوطن ويؤطرها مجموعة من رجال الفكر والسياسة وقادة الحركات والمنظمات من داخل الوطن وخارجه من فلسطين، تونس، موريتانيا، الأردن، العراق، مصر، ليبيا، المغرب... كما سيتم تكريم أكثر من 150 ناجحا في بكالوريا 2015 من شباب التغيير. الفترة الأولى ستكون مخصصة للجامعة الصيفية للإطارات، أيام 23، 24، 25 أوت 2015 تحت عنوان "بناء الدولة الحديثة: توافق، ديمقراطية، تنمية"، وتتناول محاور التغيير الديمقراطي بين الممكن والإمكان، الدستور بين الصياغة التوافقية والصياغة التلفيقية، الإسلام والدولة الحديثة، أدوار المجتمع المدني في الدولة الحديثة، تجارب نضالية في بناء الدولة الحديثة، المعارضة في الدولة الحديثة (الأدوار والحقوق)، قيم الدولة الحديثة: المواطنة، الحريات، سيادة القانون. رهانات الاقتصاد الجزائري في ظل تراجع أسعار البترول، بناء الدولة الجزائرية النجاحات والإخفاقات. الإعلام في الدولة الحديثة هل هو سلطة أم وظيفة؟ مبادرات التوافق بين التعثر والتكتل، جبهة التغيير الفكرة المشروع الآفاق. حركة مجتمع السلم: "التجديد في الفكر السياسي" أما الجامعة الصيفية ال13 لحركة مجتمع السّلم، فتستضيفها مدينة برج الكيفانبالجزائر العاصمة، تحت عنوان "التجديد في الفكر السياسي"، وتحت شعار "حركة تتجدّد.. هياكل تتطوّر.. وقيادات ترتقي"، في الفترة من 23 إلى 26 أوت 2015. ومحاورها الأساسية تتمثل في محاضرات تحمل عدة عناوين أبرزها الخطاب السياسي في الجزائر، رؤية نقدية، الحركة وتحدّي التجديد، التحولات الراهنة وأثرها على مستقبل الحركة الإسلامية، مظاهر التجديد في الممارسة السياسية، الأبعاد السياسية والإعلامية للتحولات الإقليمية، ندوة مشتركة حول المنظومة التربوية وقضايا الهوية. كما ستشمل دورات تدريبية للقيادات، وورشات عمل تخصصية لرؤساء المكاتب الولائية والبلدية، المربين، المنتخبين، النواب، الشباب، المرأة، أعضاء المكتب الوطني، الإطارات المركزية، رؤساء المؤسسات المتخصّصة. إضافة إلى جلسات السّمر والترفيه والأنشطة الروحية والتربوية الداخلية. جبهة العدالة والتنمية: "لمّ الشمل فريضة شرعية وضرورة واقعية" تعقد جبهة العدالة والتنمية هي الأخرى جامعتها الصيفية تحت شعار "لمّ الشمل فريضة شرعية وضرورة واقعية"، وذلك بداية من اليوم الأربعاء بالمركز العائلي ببلدية الشط ولاية الطارف. وسيكون الموضوع الرئيسي للجامعة الصيفية مبادرة لمّ شمل الإسلاميين التي تم الإعلان عنها مؤخرا من طرف شيخ الجبهة عبد الله جاب الله. سينظم القائمون على مبادرة لمّ شمل الإسلاميين لقاء وطنيا أيام 19، 20 و21 أوت الحالي، تحت غطاء جبهة العدالة والتنمية، ببلدية الشط في ولاية الطارف، وسيكون أول فضاء يلتقي فيه أصحاب المبادرة لمباشرة الحوار والتشاور "حول الواقع والمستقبل"، حيث سيتمركز الحوار والتشاور حول المحاور التي جاء بها نداء لمّ الشمل. المشاكل الداخلية للوطنيين والديمقراطيين تطيل عمر العطلة ومن جهة أخرى، فضلت الأحزاب المحسوبة على التيار الوطني والديمقراطي إطالة عمر عطلتها الصيفية إلى غاية شهر سبتمبر القادم، وذلك لعدة أسباب، منها ما هو موضعي، مثل حزب جبهة التحرير الوطني الذي لم يفصل بعد في عضوية مكتبه السياسي، ناهيك عن انشغاله بالدعوة التي أطلقها لتشكيل جبهة تدعم رئيس الجمهورية في برنامجه، ضد التحالفات الأخيرة التي ظهرت لدى قوى المعارضة وتحاول هذه الأخيرة تجسيدها على أرض الواقع. وفي السياق ذاته، يبدو أن بيت التجمع الوطني الديمقراطي، غير جاهز لتنظيم جامعة صيفية في الوقت الراهن، خاصة بعد الأزمة التي مر بها الحزب مؤخرا، وأدت إلى عودة أحمد أويحيى إلى رئاسة الأمانة العامة للحزب بالنيابة، وهو الذي يحضر لتنظيم المؤتمر الاستثنائي للحزب منتصف سنة 2016.