ضبطت عدة أحزاب سياسية أجندة نشاطها خلال العطلة الصيفية ووقع اختيار أغلبها على عقد لقاءات سياسية على شكل جامعات صيفية أو ندوات فكرية بغرض مناقشة التطورات الحالية في الساحة واختارت أحزاب التحالف الرئاسي برنامج الاستثمار الرئاسي كمادة لنشاطها خلال فترة ''الركود السياسي''. وقد وضعت أكثر من تشكيلة سياسية آخر اللمسات بخصوص نشاطها خلال فترة ركون الساحة السياسية للراحة، فبالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني فقد اختار شعار''جبهة التحرير الوطني قيادة وقاعدة لإنجاح المخطط الخماسي'' عنوانا للجامعة الصيفية للحزب المقرر تنظيمها من 4 الى 6 أوت الداخل بولاية مستغانم، في حين فضل التجمع الوطني الديمقراطي تعويض الجامعة الصيفية بعقد 5 ندوات فكرية تتمحور حول دور الشباب في إنجاح برنامج الاستثمار المرصود له ميزانية تقدر ب286 مليار دولار. أما حركة مجتمع السلم فقد برمجت جامعتها الصيفية نهاية شهر جويلية الجاري، كما برمج التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية (الارسيدي) هو الآخر جامعة صيفية تخصص لبحث الوضع الحالي في الساحة الوطنية. وبخصوص الآفلان أصدر الأمين العام السيد عبد العزيز بلخادم تعليمة حدد فيها أهداف الجامعة الصيفية، حيث أشار إلى أنها ستكون فرصة للتدقيق في برنامج الاستثمار القادم من حيث الرؤية الشمولية والجزئية لتجسيده على المستويين الولائي والبلدي. وذكر في التعليمة المنشورة في موقع الحزب على الانترنت أن هذا الموعد سيكون فرصة لمناقشة ملفات الشباب والمرأة وانتشار الحزب وانفتاحه على المجتمع بغرض توسيع قاعدته الاجتماعية وخصوصا الكفاءات العلمية. وحدد السيد بلخادم في تلك التعليمة قائمة المشاركين وحقوق المشاركة في أشغال الجامعة الصيفية. وأوضح أن المشاركة مفتوحة لقيادات الحزب أعضاء اللجنة المركزية وعددهم 351 عضوا ونواب البرلمان بغرفتيه المقدر عددهم ب230 نائبا. وحددت حصة محافظات الحزب ال54 ب10 مشاركين مناصفة بين الرجال والنساء ''من الذين تتوفر لديهم المؤهلات والإحاطة والاهتمام بمواضيع برنامج الاستثمار. ويشارك في هذا الحدث الذي يعتبر الأهم بعد المؤتمر رؤساء المجالس الشعبية الولائية والمجالس البلدية لمقر الولايات وكبريات المدن والدوائر. وحددت المساهمات المالية للمشاركين في الجامعة الصيفية المقرر أن تجمع 1200 مشارك ب10 آلاف دينار بالنسبة لأعضاء الحكومة والبرلمان وخمسة آلاف دينار لأعضاء اللجنة المركزية وثلاثة آلاف دينار للمشاركين الآخرين، فيما حددت مساهمة الشباب والطلبة ب1000 دينار. ومن جهته برمج التجمع الوطني الديمقراطي خمس ندوات جهوية عنوانها الرئيسي المخطط الخماسي ودور المنتخبين في تجسيده. وذكرت مصادر قيادية في الأرندي تحدثت إليها ''المساء'' أن هذه الندوات جاءت لتعوض الجامعة الصيفية التي تقرر عدم تنظيمها للسنة الثانية على التوالي. ومن المنتظر أن ينشط ويؤطر تلك الندوات أعضاء الأمانة الوطنية وخبراء اقتصاديون. ويسعى الأرندي من خلال برمجة هذه الندوات التقرب أكثر من فئة الشباب وتحسيسهم بالدور الواجب أن يلعبوه في تجسيد البرنامج الخماسي خاصة وأن تلك المواعيد التي لم يتم بعد تحديد أماكن انعقادها ستفتح المجال أمام شريحة واسعة من الشباب للمشاركة فيها، بغرض إقحامهم في العمل السياسي من جهة وتحميلهم مسؤولية المساهمة في إنجاح المشاريع التنموية من جهة أخرى. ومن جهتها اختارت حركة مجتمع السلم مدينة تلمسان لعقد جامعتها الصيفية المنتظرة من 25 الى 28 جويلية الجاري تحت شعار ''الانفتاح وتحدي المستقبل''. وينتظر أن يناقش المشاركون فيها مسائل متعلقة بالوضع الداخلي للحزب وكيفية توسيع تمثيله في الأوساط الشعبية، إضافة إلى مواضيع تتعلق بالتطورات على الساحة الوطنية وتحضير الاستحقاقات الانتخابية القادمة. أما بالنسبة للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فإن عقد الجامعة الصيفية قد تم الفصل فيه وأنه من المقرر أن يتناول مناضلو الحزب خلال هذا الموعد الأوضاع الوطنية الراهنة وآليات العمل المستقبلية وبخاصة من خلال فتح أبواب الحزب للشباب.