شهد الاجتماع الذي عقده أعضاء شبيبة القبائل، أمس، فوضى عارمة بسبب الاشتباكات التي نشبت بين مناصري رئيس النادي محند شريف حنّاشي ومعارضيه، الذين تبادلوا الشتائم والاتهامات على مرآى من الجميع. في الوقت الذي كانت اللّجنة مجتمعة برئاسة ميلود عيبود وبحضور جمال منّاد، اقتحم عدد من المناصرين القاعة وراحوا يوجّهون انتقادات شديدة اللّهجة لمختلف الأعضاء، بسبب ما وصفوه بعدم جدية وجدوى الحلول التي اقترحتها اللجنة في مناسبات كثيرة لحل المشكل القائم، مؤكدين على مسامعهم بأن أنصار شبيبة القبائل لم ينالوا منهم سوى الاجتماعات التي لم تُفض في الحقيقة إلى أية نتيجة ملموسة. وأمام حدة الانتقادات وتبادل الاتهام، تطوّر الوضع إلى مشاداة وتبادل للّكمات، تسبّبت في تحطيم كراسي وطاولات القاعة، قبل أن تهدأ الأمور نسبيا بعد تدخل جمال منّاد الذي أكد على مسامع الجميع بأنه تخلى عن عدة عروض خاصة من أندية تونسية للبقاء تحت تصرف اللّجنة من أجل إنقاذ شبيبة القبائل، داعيا الجميع إلى التعقّل. وبدا واضحا بأن لجنة إنقاذ شبيبة القبائل لم تعد تحقق الإجماع وسط كل مناصري الفريق، ما من شأنه أن يُفشل مخطّط الإطاحة بالرئيس محند شريف حنّاشي، خاصة وأن مساندي الرئيس حناشي صعدوا من مواقفهم من أجل تكسير أية محاولة جديدة لأعضاء اللجنة للإطاحة برئيسهم. اقتراحات بشل حركة المرور والاعتصام وغلق مقر “الديجياس” وإضراب التجار وأرجأ أعضاء لجنة إنقاذ شبيبة القبائل، الفصل في الخيار المثالي لتصعيد الحركة الاحتجاجية لإرغام السلطات على تنحية محند شريف حناشي من على رأس شبيبة القبائل إلى نهار اليوم، على ضوء ما سيُفضي إليه اجتماع الأعضاء. وتتجه لجنة إنقاذ شبيبة القبائل من الصدام مع محند شريف حنّاشي إلى الصدام مع السلطة نفسها، بعدما اقتنع كل الأعضاء بأن سرّ عدم سقوط الرجل القوي في “الكناري” وعميد رؤساء الأندية الجزائرية إلى يد السلطة، التي لم تساير كل الحركات الإحتجاجية المطالبة برحيل محند شريف حنّاشي، ولم تحرّكها نداءات الاستغاثة لهؤلاء مدعومة بعديد المناصرين في مناسبات مختلفة من أجل “تخليص” النادي القبائلي من قبضة الرئيس حناشي. وما يعزز هذا الطرح، الاقتراحات المختلفة المطروحة من مجموعة من الأعضاء خلال الاجتماع الذي انعقد أمس بقاعة الشهيد عزام بتيزي وزو، وهو اجتماع موسّع شمل الأعضاء الجدد للّجنة على مستوى الدوائر والولاية، حيث دعا أحد الأعضاء، كخطوة جديدة نحو التصعيد لإرغام السلطات على الرضوخ لمطالبهم، دعوة كل تجّار تيزي وزو إلى الإضراب، يُتبع بحركة احتجاجية واسعة النطاق، بينما اقترح عضو آخر غلق مقر مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية تيزي وزو، معتبرا بأن هذا الخيار سيكون له لا محالة ردّة فعل ويرغم السلطات على الاستجابة لمطلبهم.واقترح لاعب سابق لفريق “الجامبو جات”، من جانبه، خيارا ثالثا اعتبره أكثر نجاعة من سابقيه، يتمثّل في شلّ حركة المرور وسط المدينة والاعتصام أمام متحف مدينة تيزي وزو، فيما اقترح أحد مناصري الفريق منع نادي شبيبة القبائل من إجراء حصتين أو ثلاث حصص تدريبية، غير أن هذا الطرح لم يلق إجماعا وسط الحضور، خاصة من طرف أعضاء لجنة إنقاذ شبيبة القبائل، معتبرين بأن الهدف هو تنحية محند شريف حناشي دون المساس بمصلحة الفريق. وتم الاتفاق، بعد مداخلات ونقاشات طويلة، إلى إرجاء الفصل في خطوة التصعيد، إلى نهار اليوم على ضوء الاجتماع الجديد المقرر بين مختلف الأعضاء، حيث سيتم دراسة كل المقترحات التي تصب في قالب الصدام مع السلطة.