تابع العالم أجمع مشهد دخول النجم البرتغالي لريال مدريد كريستيانو رونالدو، المقابلة التي استقبل فيها فريقه، مساء أول أمس، نادي غرناطة، في إطار بطولة اسبانيا، وهو مرفوق بالفتى السوري، الذي تابعه العالم عبر شاشات التلفزيون، في مشهد مؤثر عندما قامت صحفية بركل والده على الحدود مع صربيا رفقة ابنه زيد للفرار من ويلات الحرب في سوريا، وهما في حالة ذعر لا توصف، لم تمنع الوالد من احتضان ابنه لحمايته لحظة سقوطهما على الأرض. يعد الفتى زيد أسامة قصة جديدة لمعاناة السوريين الذين تلقوا تضامن الأندية الأوروبية، في وقت التزمت الأندية العربية الصمت. وهزت حكاية اللاجئين السوريين العالم في مشاهد مأساوية مروعة، أبطالها الأطفال الذين يموتون في القوارب قبل وصولهم إلى بر الأمان، قبل أن تدفع حادثة ركل الأب وابنه عالم كرة القدم للتحرك والتجنّد لمساعدة اللاجئين. ولم تكن الصحافية المجرية التي نجحت في عرقلة الأب لمنعه من تجاوز الحدود وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، تعتقد أن فعلتها ستأتي بتأثير معاكس، فتحركت الأندية، في مقدمتها النادي الملكي، لمساعدة عائلة زيد، حيث دعا ريال مدريد الأب وابنه إلى ملعبه ليرافق رونالدو لحظة دخوله أرض ملعب سنتياغو بيرنابيو لملاقاة غرناطة في مشهد لوحظ فيه الابن وهو يبتسم وكأنه لم يذرف الدموع لحظة عرقلة والده وأيضا لم يعرف حالة الذعر التي عاشها على الحدود. وفي الوقت الذي عبّرت عدة أندية أوروبية، عن تضامنها وفتحت ذراعيها لمساعدة اللاجئين ماليا، نفّذت غالبية جماهير نادي ليخ بوزنان البولندي، نهاية الأسبوع الماضي، تهديدها بمقاطعة مباراة الفريق أمام بيليننسيش البرتغالي في منافسة “يوروبا ليغ” بملعبهم اعتراضا على دعم اللاجئين. ويأتي قرار الجماهير البولندية للتعبير عن رفضها قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتبرع الأندية المشاركة في المنافسات الأوروبية بيورو واحد من قيمة كل تذكرة في المباراة الأولى لكل فريق. وحضر3 آلاف مشجع فقط المباراة، التي انتهت بالتعادل السلبي، علما أن متوسط الحضور الجماهيري للفريق في ملعبه العام الماضي فاق ال 20 ألف مشجع. وكانت مجموعات الأنصار التي تشجع النادي، أطلقت هذا التهديد بمقاطعة المباراة قبلها بعدة أيام، كما وضعت لافتة في آخر مباراة للنادي بملعبه تقول “الأمر واضح وبسيط، هنا في بولندا لا نريد لاجئين”، وفقا لما أوردته صحيفة “غارديان” البريطانية. ولفتت سلوكات جماهير النادي البولندي، التي وضعت أيضا لافتة ضخمة خلال المباراة مكتوب عليها “أوقفوا الأسلمة”، أنظار وسائل الإعلام في أوروبا والعالم، كونها تخالف علامات الترحيب الكبير التي أطلقتها أكبر الأندية الأوروبية.