لم يصنع عيد الأضحى، أول أمس، الحدث مقارنة بالسنوات الماضية، من حيث مداومة التجار، حيث وجد المواطنون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة محلات مغلقة وخدمات متوقفة، بسبب عدم التزام أصحاب بعض المحلات بتعليمات وزارة التجارة، التي أمرتهم بضرورة ضمان خدمة متواصلة طيلة أيام العيد، خاصة فيما تعلق بالمواد الضرورية كالخبز والحليب. عبر المواطنون بولاية الوادي عن امتعاضهم الشديد لعدم تجسيد تعليمات المداومة أيام العيد من قبل الخبازين الذين ضربوا بتلك التوصيات والتحذيرات عرض الحائط , وأكد متصلون ب”الخبر” أن جل المخابز لم تشتغل، ما حرمهم من اقتناء هذه المادة الضرورية. وتساءل هؤلاء عن غياب أعوان الرقابة التابعين للمديرية المعنية، إذ من المفروض، حسب تصريحات المواطنين، أن يقوم هؤلاء الأعوان بدوريات أيام العيد من أجل الوقوف على مدى التطبيق الفعلي لتعليمة المديرية لا أن تظل مجرد حبر على ورق. أما في ولاية الجلفة، وحسب مراسلنا، فقد بلغت نسبة استجابة التجار للمداومة صفرا بالمائة، حيث تعذر على الكثير من المواطنين، يوم العيد، اقتناء العديد من المواد الاستهلاكية، بسبب عزوف جل التجار عن ممارسة نشاطاتهم، رغم وعود وزير التجارة بتوفر مختلف المواد خلال هذه المناسبة. وقد مست بالأساس كلا من مادة الخبز والحليب والخضر والفواكه، وذلك بسبب عدم التزام أصحاب المحلات بالمداومة، لاسيما خلال اليوم الأول، حيث اختفت مواد الخبز والحليب ومختلف أنواع الخضر والفواكه من الأسواق المتواجدة بالمدن الكبرى كالجلفة وحاسي بحبح وعين وسارة ومسعد، وكانت المخابز مغلقة. وفي بني سليمان ظلت المحلات موصدة، حيث أبدى الكثير من سكان بني سليمان، شرقي المدية، عن تذمرهم وسخطهم الكبيرين في أول يوم من مناسبة عيد الأضحى المبارك، بسبب غلق الكثير من التجار محلاتهم، حيث وجدوا صعوبات كبيرة في اقتناء ما يحتاجونه من مختلف المواد. من جانبها، بدت بعض بلديات العاصمة، أمس وأول أمس، على غير عادتها وكأنها مهجورة، كما أقفلت المحلات باكرا بعد نفاد بعض المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب، وهو نفس ما لمسناه عبر المخابز التي أقفلت أبوابها بعد نفاد كميات الخبز، في الوقت الذي استغل البعض الفرصة لبيع الخبز في الشارع بسعر بلغ 20 دينارا. وفي تيزي وزو، وخلافا لتطمينات وتصريحات مدير التجارة لولاية تيزي وزو، وجد سكان عاصمة الولاية وبعض المدن الأخرى، أول أمس، صعوبة كبيرة لاقتناء حاجياتهم من مواد غذائية، بالرغم من التصريحات التطمينية التي أرسلها مدير التجارة بالولاية عبر أمواج الإذاعة المحلية، حيث أعلن عن تجنيد عدد هائل من التجار والجزارين والخبازين لضمان تزويد المواطنين بالمواد الغذائية التي يحتاجون لها يوم العيد. وهي نفس المشاهد التي تكررت في الكثير من الولايات بشرق وغرب الوطن، حسب الكثير من مراسلينا، الذين سجلوا أيضا ندرة فظيعة في بعض المواد خاصة الحليب والخبز، إلى جانب الشلل التام لمختلف المحلات التجارية.