أوصى الرئيس المدير العام لسوناطراك، أمين معزوزي، في اللقاء الذي جمعه يومي 28 و29 سبتمبر الماضي، بإطارات شركته بالإسراع في تجسيد مشاريع الشركة، والرفع من طاقاتها الإنتاجية التي استقرت حاليا عند مليون و120 ألف برميل يوميا. جاءت توصيات أمين معزوزي في إطار تعليمات حكومة عبد المالك سلال، التي ترتكز على سياسة التقشف المعتمدة من طرفها على تقليص النفقات، في انتظار إعادة بعث إنتاج الجزائر من المحروقات، خاصة بعد تراجع مداخيل الجزائر من العملة الصعبة بأكثر من 40 بالمائة. واختار الرئيس المدير العام الجديد لسوناطراك مدينة حاسي مسعود للاجتماع بإطاراته، باعتبارها تضم أكبر الحقول النفطية في الجزائر، ليؤكد لإطاراته على ضرورة الإسراع في تجسيد المشاريع التي لازالت عالقة، بهدف الرفع من مستويات الإنتاج والاحتياطيات من خلال تثمين الاكتشافات الجديدة، إلى جانب التأكيد على ضرورة التقليص من التكاليف لمواجهة تراجع مداخيل الشركة، من خلال التسيير الرشيد. ويبقى مشروع تصليح الوحدة الثالثة للإنتاج بمصنع تيڤنتورين من أهم المشاريع التي تنتظر سوناطراك الانتهاء منها قبل نهاية السنة الجارية، للرفع من إنتاج أكبر موقع للغاز بالجزائر، والذي تقلص إنتاجه بالثلث بعد الاعتداء الإرهابي على الموقع في جانفي 2013، لينخفض إلى 16 مليون متر مكعب يوميا، مقابل 30 مليون متر مكعب قبل الاعتداء. من جهة أخرى، أوصى أمين معزوزي، في اجتماعه السنوي بإطارات سوناطراك، بالتكفل بإنجاز المشاريع الخاصة بالنقل والبتروكيمياء وغيرها من الهياكل القاعدية، لتنويع الموارد المالية للشركة وتدعيم مستويات الإنتاج من المحروقات. وكان تعيين معزوزي رئيسا مديرا عاما لشركة سوناطراك قد تم في ظروف اقتصادية حرجة تمر بها البلاد، بعدما انخفض إنتاجها إلى مستويات قياسية، وتم تسجيل تراجع محسوس لمداخيل الجزائر من العملة الصعبة، خاصة أن الاقتصاد الوطني يعتمد على نسبة تفوق 90 بالمائة من مداخيل المحروقات. ومن أهم التحديات التي تواجه سوناطراك في المرحلة الحالية، استدراك التأخر الكبير في تثمين اكتشافاتها من البترول والغاز، للرفع من الإنتاج إلى مستويات قياسية، تسمح للجزائر بتخفيف ضرر تراجع أسعار النفط، التي هوت تحت مستوى 50 دولارا للبرميل، لتفقد من قيمتها أكثر من 46 بالمائة منذ بداية سنة 2015.