تحوّلت القدس، إلى ثكنة عسكرية، فالمسجد الأقصى المبارك مفرغ من المصلين في جمعة أمس، بشكل لم يعهد من قبل، وأبواب البلدة القديمة مغلقة بالكامل بمئات الجنود، وساحة البُراق المحتلة اعتلاها آلاف المصلين اليهود، وعشرات سيارات القوات الخاصة، واعتراض وإرجاع حافلات المصلين الوافدة للأقصى. قال الشيخ رضوان عمرو ل”الخبر”: “بفعل الحصار العسكري الخانق وإرجاع حافلات الداخل المحتل عدد المصلين في المسجد الأقصى هذه الجمعة هو الأقل منذ سنوات”. وأضاف “معظم أبواب الأقصى مغلقة من الأساس ولم تفتح منذ أيام طويلة قبل الساعة الحادية عشرة”. وأوضح الشيخ، أن المسجد الاقصى ومحيطه أغلق بشكل تام ومنع جميع المسلمين من الدخول تحت سن 50 عامًا تزامنا مع تدفق عشرات المستوطنين المقتحمين للمسجد المحاصر وجلب جنود الاحتلال إلى باب المغاربة الخارجي بالحافلات.
وفي محيط الأقصى، عقب صلاة الجمعة، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال والفلسطينيين، حيث انتشر في المكان طيران ومناطيد وقنابل صهيونية وغضب فلسطيني، وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد صلاة أمس الجمعة في محيط باحات المسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة وفي عدة مدن في الضفة الغربية. وذكرت مصادر محلية ل“الخبر”، أن قوات الاحتلال عمدت إلى الاعتداء على المسنين عند باب العمود أحد أبواب المسجد الأقصى. وأضافت أن حالة من التوتر تسود باحات المسجد الأقصى بعد أن كانت قوات الاحتلال كثفت من انتشارها العسكري فيها وفرضت قيودًا على دخول المصلين للصلاة فيه. إلى ذلك، أصيب بعد ظهر أمس، المصور الصحفي أحمد طلعت بعيار ناري في القدم، وأحد المواطنين برصاص حي في القدم خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية المناوئة للاستيطان في قلقيلية في الضفة الغربية. وقال مشاركون في التظاهرة، إن قوات الاحتلال تعاملت معهم بعنف وسعت لمنع المواطنين من الاحتجاج على الاستمرار في إغلاق المدخل الرئيس للقرية والمتواصل منذ أكثر من 13 عامًا.
كما اندلعت بعد صلاة الجمعة، مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومئات الشبان في عدة مناطق من محافظة رام الله بعد خروج مسيرات نصرة للقدس والمسجد الأقصى. واندلعت المواجهات في قرية بدرس والبيرة، وشهد مخيم الجلزون شمال رام الله أعنف المواجهات بعد انطلاق مسيرة ناحية مستوطنة بيت ايل. وقال عضو لجنة خدمات المخيم محمود مبارك ل“الخبر”، إن قوات الاحتلال التي اقتحمت مدخل المخيم الرئيسي، أطلقت الرصاص الحي بكثافة باتجاه المتظاهرين الذين أغلقوا الطرقات ورشقوا الجنود بالحجارة. وذكر أن الاحتلال أطلق القنابل الغازية بكثافة، كما أطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مما أدى لإصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق. وأفاد منسق اللجنة الشعبية في القرية، راتب أبو رحمة، ل”الخبر”، إن الجنود باغتوا مسيرة في قرية بلعين بإطلاق وابل من القنابل الغازية بصورة مباشرة على المشاركين، مما أدى إلى وقوع اختناقات، بينهم متضامنين أجانب ونشطاء سلام إسرائيليين.