أثارت المنازلة التي واجهت فيها المصارعة الجزائرية، جازية حداد، منافستها الإسرائيلية، كوهين جيلي، أول أمس، في بطولة (آيبيك) غراند سلام، في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، فضيحة، وأعادت معها فتح نقاش حول الإستراتيجية التي تعتمدها السلطات العمومية في الجزائر حيال إسرائيل، عندما تلزم نتائج القرعة مواجهة الرياضيين الجزائريين نظراءهم الإسرائيليين في المنافسات الرياضية الرسمية. شكلت المنازلة، التي انهزمت فيها، لسوء الحظ، المصارعة الجزائرية، حداد جازية، حدثا رياضيا هاما أبرزه موقع إسرائيلي يحمل اسم “المصدر” يبث الأخبار باللغة العربية، وتحدث المقال الذي اختار صاحبه عنوانين، وهما “حدث رياضي نادر” و«لاعبتا جيدو إسرائيلية وجزائرية تتصافحان”، عن الواقعة ونشر صورة كبيرة تظهر المصافحة. ويظهر من العنوانين المذكورين أن صاحب المقال أراد أن يشير إلى أن المصافحة جاءت في وقت أن المصافحات بين الجزائريين والإسرائيليين غير معهودة في المنافسات الرياضية، وتأتي أيضا في ظرف لا يوجد فيه أي نوع من العلاقات بين الجزائر وإسرائيل، على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي. واستغل الموقع الحدث ليبرز فوز جيلي كوهن على الجزائرية، في ما وصفه بلقاء رياضي لافت للأنظار. وأضاف الموقع: “وقفت لاعبة الجيدو الإسرائيلية، جيلي كوهن، أمام اللاعبة الجزائرية، جازية حداد، لمباراة حاسمة”. ولفت الأنظار إلى أن “اللاعبتين تصافحتا في نهاية المباراة التي فازت فيها الإسرائيلية”.
وأضاف المصدر: “ظهرت اللاعبة الإسرائيلية تحت علم الاتحاد الدولي وليس الأحرف الأولى التي تدل على اسم إسرائيل، وهو الشعار الذي يظهر به الرياضيون الإسرائيليون عادة خلال مشاركتهم في المسابقات الدولية”.وتحدث موقع “المصدر” عن تفاصيل المنازلة، حيث قال: “سجلت الجزائرية تقدما في بداية المنافسة، لكن الإسرائيلية قلبت النتيجة 12 ثانية قبل انتهاء المنافسة”. ونقل الموقع تصريحا لمدير الاتحاد الإسرائيلي الذي رافق الوفد الإسرائيلي إلى أبو ظبي، بالقول: “لقد شاهدنا حدثا نادرا هنا حيث تصافحت الرياضية الإسرائيلية ونظيرتها الجزائرية”. ولم يكن ممكنا للوفد الإسرائيلي المشاركة في الدورة، مثلما أوضحه نفس المصدر، بسبب مقتضيات الإجراءات التي تشترطها السلطات الإماراتية للدخول إلى البلد والمشاركة في الدورة، التي شهدت مشاركة 12 دولة عربية، قبل أن تتم تسوية المشكلة بمشاركة المصارعين الإسرائيليين بشعار الاتحاد الدولي وليس بألوان إسرائيل. ويبدو أن السلطات الإماراتية توصلت إلى تسوية مع الاتحاد الدولي يقضي بجعل المصارعين الإسرائيليين يشاركون في الدورة بشعار الاتحاد الدولي، خشية مقاطعة البلدان العربية الدورة، ما كان سيشكل إحراجا كبيرا بالنسبة للمنظمين. الواقعة تذكر بتحذيرات اللجنة الدولية الأولمبية أعادت الواقعة الجديدة، التي تناقلتها مختلف المواقع والصحف، إلى الأذهان التهديدات التي أطلقتها اللجنة الدولية الأولمبية، ضد الجزائر بحرمان رياضييها من المشاركة في أي منافسة رياضية قادمة، بدعوى تهديد الرياضيين الجزائريين بعدم مواجهة نظرائهم الإسرائيليين في حال التقائهم في أولمبياد لندن 2012. ونقلت تقارير صحفية دولية وقتها أن المسؤولين في اللجنة الدولية الأولمبية تلقوا تقارير عن حالات رفض الرياضيين الجزائريين مواجهة الإسرائيليين سابقا بحجج لم تقنعهم.
وجاءت هذه التحذيرات على خلفية رفض المصارعة الجزائرية مريم موسى خوض منازلة أمام الإسرائيلية شاهار ليفي، في وزن 52 كلغ، في بطولة العالم التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما. وحاولت الاتحادية الجزائرية للجيدو وقتها إبعاد شبهة المقاطعة عن مريم موسى، وعزت انسحابها من المواجهة إلى زيادة وزن المصارعة، فيما لم تقاوم المصارعة هذا الادعاء، واعترفت بأن قرارها جاء تضامنا مع فلسطين. وكانت المصارعة مريم موسى آخر رياضية جزائرية تنسحب من منافسة رياضي إسرائيلي قبل أن تسجل الرياضة الجزائرية واقعة جديدة. للإشارة، وبالرغم من أن الميثاق الأولمبي يشير بوضوح إلى عدم جواز مقاطعة المواجهات في المنافسات وفق اعتبارات سياسية، إلا أن التجربة تشير إلى أن الرياضيين الجزائريين كانوا يقاطعون المواجهات التي كانت تجمعهم بالإسرائيليين، في كل المنافسات الرسمية سابقا، إلا في حالات نادرة، وحينها كان يتذرع الرياضيون الجزائريون بإصابات للخروج من المنافسات تضامنا مع الفلسطينيين في معركتهم لتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.