في خبر قد يشكل ضربة قوية ومفاجئة غير سارة في حال تؤكده، فإن الجزائر باتت مهددة بالاستبعاد من جميع المنافسات الرياضية الدولية اعتبارا من دورة الألعاب الأولمبية المزمع إجراؤها شهر جويلية القادم بالعاصمة الإنجليزية لندن، وهذا بسبب إصرار الرياضيين الجزائريين على مقاطعة كل ما يمت بصلة للكيان الصهيوني، وعلى رأسها مقاطعة المنافسات التي يكون فيها الطرف الآخر من “الكيان الغاشم”. هذا وتشكل الجزائر حالة استثنائية إذ تعد من بين عدد قليل من الدول العربية والإسلامية التي لا تربطها أي علاقة سياسية كانت اقتصادية أو رياضية بإسرائيل، كما أنها نادت في منابر عديدة بتبني سياسة الرفض والتطبيع مع اليهود، وهو الأمر الذي جعل الجزائر عرضة للتهجم من طرف اللجنة الأولمبية الدولية في مناسبات عديدة، وحسب مصدر مسؤول لوكالة الأنباء الألمانية، فإن اللجنة الأولمبية الدولية لوحت بإمكانية إقصاء الجزائر من جميع المنافسات الرياضية مستقبلا بعدما ضاقت ذرعا من تصرفات الرياضيين الجزائريين الذين أصروا في مختلف المحافل الرياضية العالمية على مقاطعة رياضيي الكيان الصهيوني. رفْض المصارعة مريم بن موسى مواجهة الإسرائيلية “ليفي” أشعل فتيل الأزمة وأوضح ذات المصدر أن اللجنة الأولمبية الدولية ألمحت أنها لن تقبل أي أعذرا لأي رياضي للانسحاب من منافسة بعد تأكيد مشاركته فيه، وجاءت هذه التحذيرات على خلفية رفض المصارعة الجزائرية مريم موسى خوض مواجهة أمام الإسرائيلية شاهار ليفي في وزن 52 كيلوغراما في بطولة العالم للجيدو، مقاطعة مريم بن موسى للمنافسة مرجعة انسحابها من المنازلة إلى زيادة وزنها عن المسموح به قانونيا، وهي الإدعاءات التي اعتبرتها اللجنة الأولمبية مجرد محالة لإبعاد شبهة المقاطعة، غير أن المصارعة نفسها وفي خطوة شجاعة تثبت موقف الجزائر الثابت إزاء القضية الفلسطينية، أكدت أن موقفها نابع من تضامنها المطلق مع القضية الفلسطينية، ويعلم الجميع أن السلطات الجزائرية ورغم موقفها المعادي للصهاينة، إلا أنها لم تفرض الانسحاب على أي رياضي جزائري من أي منافسة لذات السبب، إذ أن رياضيينا عادة ما يبنون مواقفهم انطلاقا من القاعدة العامة التي ترفض التعامل مع كل ما له علاقة بالكيان الغاصب. اللجنة الأولمبية تخشى امتداد المقاطعة ضد الصهاينة ويبدو أن اللجنة الأولمبية تخشى امتداد المقاطعة الرياضية إلى رياضيين من دول أخرى، خاصة وأن التونسية عزة بسباس لم تنتظر كثيرا لتسير على نفس خطى الجزائرية مريم موسى، عندما رفضت مواجهة اليهودية ناعومي ميلس خلال بطولة العالم للمبارزة التي أقيمت بمدينة كاتانيا الإيطالية، وهو ما أضحى يشكل مصدر أرق كبير للجنة الأولمبية العالمية التي رأت في مثل هذه التصرفات اعتداء صارخا على مصداقيتها وقوانينها، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام، كيف سيكون موقف اللجنة الأولمبية العالمية لو يقدم رياضي يهودي على الانسحاب من منافسة يكون عربي أو مسلم طرفا فيها؟