بعد أن كان فريق مولودية وهران يضرب به المثل في السنوات الماضية بحصده عدة ألقاب محلية وعربية (4 بطولات، 4 كؤوس للجمهورية، كأس الرابطة، و3 كؤوس عربية) ووصوله إلى نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989، أصبح الآن يضرب به المثل في حالة عدم الاستقرار وكثرة المشاكل والمهازل التي جعلت المولودية تلعب من أجل تفادي السقوط في كل موسم، وتغيب عنها التتويجات، حيث إن آخر لقب كان سنة 1998 عندما توج الحمراوة بالكأس العربية الممتازة في سوريا. وبعد أن كان الجميع يعتقدون أن فريق مولودية وهران سيعود بقوة إلى الواجهة هذا الموسم، بعد أن تمكن من احتلال المرتبة الثالثة في الترتيب العام لبطولة الرابطة المحترفة الأولى وتمكن من ضمان مشاركة قارية الموسم الماضي بعد غياب دام أكثر من 11 سنة، عادت المشاكل لتطفو من جديد على السطح، هذه المرة بين المسيرين والمدرب الفرنسي جون ميشال كفالي الذي رفض التنحي من منصبه بعد أن قرر أعضاء مجلس الإدارة إقالته بعد التعادل الذي عاد به من ملعب أول نوفمبر بالمحمدية عندما واجه اتحاد الحراش. وقد تحدى الناخب الوطني السابق الجميع وأشرف على تدريبات مولودية وهران وعلى اللقاء الذي جمع فريقه بدفاع تاجنانت الجمعة الماضي، والأكثر من ذلك رفض الاجتماع بأعضاء مجلس إدارة مولودية وهران، وأصر على ملاقاة الرئيس بلحاج أحمد دون حضور أي مسير، وهو ما رفضه المسؤول الأول عن العارضة الإدارية، لتتواصل القبضة الحديدية بين المسيرين والمدرب ميشال كفالي، رغم أن الجميع كان يعتقد أن هذه المشاكل ستزول بعد إطاحة الحمراوة بوصيف الرابطة المحترفة الأولى، لكن المشاكل والصراعات تتواصل في مولودية وهران، وهو ما قد يؤثر على مستقبل هذا النادي العريق الذي ذهب ضحية الصراعات الداخلية والتكتلات الموجودة في الفريق، والتي أثَّرت كثيرا في مردود التشكيلة، كما أن المحيط المتعفن ساهم كثيرا في تدهور نتائج هذا النادي الكبير، خاصة أن بعض الأطراف تحاول التدخل في صلاحيات الإدارة وتسعى للضغط عليها لفرض آرائها، خاصة فيما يتعلق بجلب اللاعبين وحتى المدربين، لتبقى مولودية وهران ضحية الصراعات والمشاكل الداخلية، والجميع يتذكر ما حدث في هذا النادي الذي تأسس سنة 1946، عندما تنقل الفريق بتشكيلتين ومدربين ورئيسين إلى بلعباس من أجل مواجهة نصر حسين داي سنة 2003 في عهد الرئيسين يوسف جباري وقاسم ليمام رحمه الله، إلى جانب إنهاء الشطر الأول من البطولة في موسم 2005 برصيد 9 نقاط فقط، ولحسن الحظ كان القانون يسمح بجلب أكثر من 10 لاعبين في الميركاتو الشتوي، وهو ما سمح للإدارة بتجديد الفريق بنسبة كبيرة وتجنب السقوط. فإلى متى تتواصل هذه المهازل والنكسات في هذا الفريق العريق؟ ويبقى الخاسر الأكبر هو الأنصار الذين ضاقوا ذرعا بما يحدث في ناديهم.