لم يحمل خطاب الوزير الأول عبد المالك سلال، أمام الفلاحين بعين الدفلى خلال إشرافه اليوم الخميس، على الاحتفال بالذكرى 41 لتأسيس الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ،الكثير ، سوى تذكيره بحتمية الرهان على قطاع الفلاحة لأجل بناء إقتصاد بديل خارج البترول الذي اعتبر الإستمرار في ربط إقتصاد الجزائر به كفر ، معلنا بعض القرارات التي تصب في خانة تطوير الشعب الفلاحية الإستراتيجية على غرار الحبوب والحليب مع توسيع المساحات المسقية وتحديث المكننة وتأهيل اليد العاملة . استغل الوزير الأول عبد المالك سلال ، تواجده بين نحو ثلاث آلاف فلاح جاءوا من مختلف ولايات الوطن إلى عين الدفلى ، لعرض مقاربة الحكومة لتطوير القطاع الفلاحي الذي حقق حسبه تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة سواء في الإنتاج أو في الإنتاجية غير أنه لازال - يستدرك سلال – يعاني من بعض الإختلالات التي حالت دون إقلاع فلاحي حقيقي ، الناجمة عن معضلة العقار الفلاحي ونقص التكوين لدى الفلاحين وضعف وانحصار استعمال المكننة بحيث لا يمكن أن تبقى الجزائر تستورد الحليب والحبوب بكميات كبيرة في وقت " .. تتوفر الجزائر على إمكانيات ضخمة يستدعي قبل التفكير في إستغلالها تغيير الذهنيات ، مشيرا إلى أن الحل الإقتصادي هو بين أيدي الفلاحين والمستثمرين الكبار في المجال الفلاحي ، ولن يتحقق ذلك حسب سلال إلا من خلال خدمة الأرض فلا يمكن بناء أو تطوير أي إقتصاد أو صناعة في أي دولة دون أن تكون الفلاحة مزدهرة ، وهنا ذكر سلال بما قاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حينما مسح ديون الفلاحين منذ 06 سنوات من بسكرة عندما اعتبر أن "..الرهان هو أيضا التنمية الثابتة والمتواصلة التي تكون فيها الفلاحة محركا قويا يخدم أجيالنا الفتية .."
وأعلن سلال عن بعض القرارات التي وصفها الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين جد هامة ، أبرزها ضبط سوق الأعلاف وتجسيد برنامج واحد مليون هكتار للمساحات المسقية، حيث سيتم توزيع الأراضي على مستوى الولايات سواء في أقصى الجنوب أو الهضاب العليا التي تمتاز بمساحات شاسعة وتتوفر على المياه الجوفية والسدود لكبح وعقلنة استيراد الحبوب ، ناهيك عن استيراد 20 ألف بقرة حلوب لتطوير شعبة الحليب وتخفيض فاتورة استيراد هذه المادة الإستراتيجية وكذا فتح ثلاث مدارس لتكوين الفلاحين بالتنسيق مع مراكز التكوين المهني بولايات عين الدفلى والوادي ومعسكر بهدف تأهيل اليد العاملة في القطاع الفلاحي ،..وشملت زيارة سلال لولاية عين الدفلى الذي كان مرفوقا بوفد وزاري مهم ، علاوة عن إشرافه على الاحتفال بالذكرى ال41 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ، تدشين و تفقد عديد المشاريع التنموية في قطاعات التربية والأشغال العمومية والسكن والري ، فضلا عن قطاع الفلاحة الذي شكل محور زيارته للولاية حيث عاين بعض مشاريع الاستثمار الفلاحي الناجحة بمزرعتين نموذجيتين ببلديتي بئر ولد خليفة وعريب بمساحة 530 هكتار لكل واحدة منهما ، إحداهما تابعة للقطاع الخاص ، قبل أن ينظم لقاءا مع الفلاحين بعاصمة الولاية بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال41 لإنشاء الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين .