لا زال الجدل قائما بين موسكو وأنقرة بخصوص إسقاط طائرة سوخوي 24 الروسية؛ بعد أن رفض الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان الاعتذار لبوتين، فبعد أن تضمنت تصريحاته، أمس الأول، اعتذارا ضمنيا في قوله “نأسف على إسقاط طائرة سوخوي 24”، وهو ما اعتبر أول اعتذار رسمي من تركيا، عاد، أمس، الرئيس التركي إلى تصعيد اللهجة متهما روسيا بشراء البترول من داعش وبيعه للنظام السوري. يأتي التصعيد من قبل الطيب أردوغان ردا على اتهام سابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشراء البترول المسروق من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حيث تحدى خلال مقابلة مع فرانس 24، بوتين بالقول “إن تمكّن بوتين من إثبات ما جاء به، فإنني سأستقيل من منصبي، فهل سيستقيل بوتين من منصبه في حال لم يستطع إثبات صحة ادعاءاته؟ نحن نعيش بشرفنا وسنبقى نعيش كذلك”. وواصل أردوغان قائلا “إنها ادّعاءات كاذبة، وروسيا نفسها تعلم أن الدولة الأولى التي نعتمد عليها في شرائنا للبترول والغاز الطبيعي هي روسيا نفسها، وتأتي في المرتبة الثانية إيران، وفي المرتبة الثالثة أذربيجان، وفي المرتبة الرابعة الشمال العراقي، وفي المرتبة الخامسة قطر، وما تدّعيه روسيا كذب قطعا”، وكشف عن حيازته لوثائق من وزارة الخزانة العامة الأمريكية، تشير إلى أن الشركات الروسية، بالتعاون مع تنظيم داعش، تقوم ببيع البترول في سوريا “هل تعلمون لمن؟ تبيعه للنظام السوري، وهذا مثبت لدي بالوثائق”. من جانبه، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول أمس، قرارا يقضي باتخاذ إجراءات اقتصادية عقابية ضد تركيا، منها حظر رحلات طيران شارتر (مخفضة الأسعار) لتركيا، وحظر استئجار العمال الأتراك للعمل في روسيا، وحظر استيراد سلع غذائية وزراعية تركية، فقد اعتبرت موسكو أن قرارها جاء ردا على السلوك التركي العدواني. وعلى صعيد تفاعلات الحرب ضد “داعش” في سوريا، أعلن المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية فولكير فيكير أن قيادة البونديسفير (القوات المسلحة)، تعتزم إشراك 1200 جندي في دعم فرنسا بمحاربة تنظيم “داعش” في سوريا، مضيفا أن ذلك يعني أن العملية في سوريا ستكون الأكبر ضمن المهمات الخارجية للبونديسفير، وتجري وزارة الخارجية الألمانية حاليا تحضير التفاصيل. وتعتزم ألمانيا إرسال طائرات استطلاعية من طراز “تورنادو” وطائرات تزويد بالوقود وفرقاطة لدعم عملية محاربة “داعش”، إذ أوضح فيكير أن القوات الجوية الألمانية جاهزة لتقديم بين 4 و6 طائرات “تورنادو” لنشرها في مكانين، “حيث نجري الآن محادثات مع تركيا والأردن بشأن نشرها في قاعدتي إنجرليك وبعمان”، مشيرا إلى أنه من غير الصائب حاليا مشاركة القوات الجوية الألمانية في شن ضربات جوية بسوريا، “فمن وجهة النظر العسكرية، هناك معنى في عمل ما هو ضروري، وهناك حاجة حاليا لإمكانياتنا الاستخباراتية”. وفي وقت تظاهر آلاف الأشخاص في لندن، أول أمس، رفضاً لمشاركة بريطانيا في الحملة الجوية على داعش في سوريا، والتي يفترض أن يصوت عليها البرلمان الأسبوع المقبل، قال وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، إن بريطانيا ليست متأكدة من إجراء تصويت في البرلمان بشأن القيام بعمل عسكري ضد داعش في سوريا، لأن الأمر سيصبح “صعباً” إذا أمر جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، أعضاء حزبه في البرلمان بالاعتراض على ذلك. من جهتها، أعلنت مصادر كردية وصول العشرات من عناصر القوات الأمريكية الخاصة إلى سوريا، للعمل كمستشارين عسكريين ومدربين للوحدات الكردية التي تحارب تنظيم داعش، ولم تستبعد مصادر كردية احتمال إنشاء مطار عسكري في مدينة الرميلان أقصى شمال شرق سوريا في إطار هذا التعاون العسكري.