أوضحت خليدة تومي في تصريح ل”الخبر” أن أول ما استوقفها في رسالة الجنرال توفيق، هو حديثه عن “استنفاد الوسائل القانونية والرسمية”، ثم علقت على ذلك قائلة: “في ملف بهذه الأهمية والثقل يتعلق بإطار سام جدا، كرس حياته لمكافحة الإرهاب والدفاع عن الوطن، من المؤكد أن الفريق مدين راسل الرئيس بوتفليقة واستعمل كافة الطرق القانونية، لكنه لم يحصل على أي نتيجة”. وأبرزت تومي، وزيرة الثقافة السابقة وعضو مجموعة ال19-4، أن الرئيس بوتفليقة، الذي تعرفه وعملت معه لسنوات: “لا يمكنه ألا يرد على رسالة رسمية تصله من الفريق توفيق”، لذلك تصل الوزيرة السابقة إلى قناعة مفادها أن “التسيير المؤسساتي والشرعي للدولة لم يعد موجودا، حتى في الشؤون العسكرية وهذا خطير جدا”. ومن هذا المنطلق، تأتي رسالة الجنرال توفيق لتعزز، حسب تومي، موقف مجموعة ال19-4 التي ذكرت في تشخيصها أن “التسيير المؤسساتي عوضه التسيير الموازي”. عبارة أخرى توقفت عندها خليدة تومي في رسالة توفيق، هي قوله إن حديثه “يعد سابقة”، وهذا يعني أن “خروجه عن واجب التحفظ لم يأت إلا لأن الموس وصل إلى العظم، لأن التسيير المؤسساتي العادي توقف، ولأن الظلم المتفشي في حق الإطارات السامية وصل إلى مستوى لا يمكن السكوت عنه، ليس فقط في القطاعات المدنية التي تحدثنا عنها في تشخيصنا (مجموعة 19) ولكن تفشى أيضا في مؤسسة الجيش”. وتابعت تقول: “أنا من مناضلات واجب التحفظ، لأنه يدخل في صلب التسيير الجمهوري، لكن هذا الرجل الذي لم يتكلم 25 سنة ليرد عن نفسه السب والشتم الذي تعرض له، وجد من الواجب عليه اليوم أن يتكلم لأن الأمر يتعلق بإطارات كانوا يعملون تحت مسؤوليته، وفي هذا الموقف فإن واجبه الأدبي يفرض عليه الكلام لأن الإشكالية أصبحت أخلاقية ولم تعد إدارية، والسكوت في هذه الحالة يدخل في خانة اللامسؤولية”. كما شكرت تومي الجنرال توفيق على رسالته وقالت إنها تنتظر رد فعل من الرئيس بوتفليقة. “نقول لمحمد مدين بارك الله فيك، لقد برهنت أنك مسؤول لا يضحي بالإطارات الذين لا يمكن للدولة أن تكون واقفة إلا بهم، وأتمنى من المسؤولين الآخرين ألا يفرطوا في إطاراتهم أيضا، أما الرئيس بوتفليقة فننتظر منه رد فعل لأنه يعرف طقوس الدولة التي تحترم نفسها ونعرف أنه لا يقبل بالنظام الموازي”. “هناك تكالب على حسان ومجدوب” وفي صميم قضية حسان، قالت خليدة تومي إن “رسالة الجنرال توفيق تبين أن التهم الموجهة للجنرال حسان، والتي حوكم على أساسها، ليست صحيحة، وذلك في إطار الاحترام”. وتساءلت في الوقت ذاته: “لماذا هذا التكالب على الجنرال حسان ومجدوب كحال (مسؤول الأمن الرئاسي السابق)؟”. قبل أن تجيب: “أنا لم أكن أعرف حسان لأنه كان يشتغل في مكافحة الإرهاب، ولكني بحكم مسؤوليتي السابقة، أعرف الجنرال مجدوب وكل الوزراء يعرفونه، وأتساءل عن الهدف من وراء هذا التكالب الذي يستهدفهما”. وسئلت تومي إن كانت تعتقد أن الرئيس بوتفليقة، العائد من مستشفى غرونوبل، على علم بهذه التطورات، فأجابت أن “الرئيس بوتفليقة يستحيل أن يشارك في مؤامرة ضد الإطارات السامية المدنية والعسكرية، أو يكون مشاركا في مؤامرة قانون المالية 2016، ونتمنى له أن يعود سالما، لأن مطلبنا بلقائه لا يزال قائما”. وحول ما إذا كانت رسالة توفيق موجهة أيضا إلى قائد الأركان نائب وزير الدفاع، الفريق ڤايد صالح، أوضحت تومي أن “الجزائر لا تعرف إلا رئيسا واحدا ووزير دفاع واحدا، والدستور يقول إن الرئيس يمثل الشعب والأمة في الداخل والخارج، أما الآخر فما هو إلا نائب وزير الدفاع مع كل الاحترام له، ولا بد أن يخضع لأوامر الرئيس”.