عادت، مساء أمس، الطفلة شاهيناز بوآنم، 15 ربيعا، إلى عائلتها بحي الرمل بعين طاية في العاصمة، بعد 16 يوما من اختفائها “الغامض”، إثر اتصال سيدة بوالدها، تخبره بأنها عثرت على ابنته خائرة القوى بمحطة المسافرين “الخروبة”، ليتنقل الوالد فورا إلى المكان لإعادتها إلى البيت وسط فرحة عارمة وزغاريد مدوية لأهلها وأقاربها. عودة الطفلة “شاهيناز” إلى بيتها جاءت بعد خروج سكان الحي، صباح أمس، في مسيرة تضامنا مع عائلتها، بمشاركة أقاربها الذين قدموا من ولايات أخرى، وانطلقت من منزلها العائلي بحوش الرمل بعين طاية في العاصمة إلى الطريق السريع، يتقدمهم أفراد العائلة من أجل إسماع قضيتها للرأي العام، لتتطور إلى احتجاجات بقطع الطريق بالمتاريس والحجارة وإضرام النار في العجلات المطاطية، كما أغلقوا مفترق الطرق المؤدي إلى كل من وسط المدينة ونحو عين طاية وكذا الجزء المؤدي إلى شاطئ القادوس وديكابلاج وسيركوف، وبعض المنافذ المؤدية إلى الحي، لأزيد من 3 ساعات، ما تسبب في زحمة سير خانقة، اضطر خلالها العديد من مرتادي هذه الطريق إلى تغيير اتجاههم. وتدخلت قوات الشرطة والدرك في محاولة لإقناع المحتجين بمغادرة المكان وفتح الطريق، حيث أصر هؤلاء على تكثيف المجهودات للعثور على “شاهيناز” سالمة، في ظل استمرار قوات الأمن في المفاوضة، حيث قال والد الطفلة “إن قائد الدرك اتصل بي شخصيا، ووعدني باجتماع معه رفقة أفراد عائلتي بمقر الدرك مساء”، وهو ما جعل هؤلاء يعيدون فتح الطريق من جديد، ثم تتدخل فرقة الحماية المدنية لإخماد النيران والمتاريس المشتعلة التي استعملت في قطع الطريق ساعة بعد منتصف نهار أمس، وسط سخط كبير على السلطات المحلية والأمنية التي قالوا إنها “لم تعط القضية قدرها من الاهتمام ولم تسخر كل إمكانياتها مثلنا فعلت في قضية الطفل أمين ياريشان بدالي إبراهيم وأعيب عليها هذا التعامل البارد مع قضية فلذة كبدي”، يقول والد الطفلة. تنقل طاقم “الخبر” بعدها إلى بيت عائلة “شاهيناز” الذي انقلب رأسا على عقب جراء هذه الحادثة التي قالوا إنهم لم يكونوا يحسبون لها أي حساب، كون “شاهيناز”، حسب ما يرويه أفراد عائلتها، “قريبة من الجميع ولم تكن تظهر عليها علامات أنها ستغادر البيت” وتتركهم في حيرة من أمرهم، ولكنها في الأيام الأخيرة لاختفائها ظهر عليها الانزواء والشرود الكبير “ولما سألتها نفت مرضها أو وجود أي مشكل يضايقها”، يقول كمال والد الطفلة “شاهيناز”، الذي وجدناه في حالة يرثى لها بعدما اختفت ابنته. استقبلتنا والدة “شاهيناز” ببيتها وعلامات التعب والحرقة بادية على محياها، فقالت إنها لاتزال تحت الصدمة ولم تصدق اختفاء “شاهيناز” لحد الآن، وإنها لا تطلب من السلطات شيئا “سوى إعادة ابنتي إلى أحضاني سالمة فقط”، موجهة نداء آخر إلى ابنتها “شاهيناز”. وخلال استعداد والد الطفلة للقاء قائد الدرك، حسب الموعد المتفق عليه للحديث عن القضية، تلقى مكالمة هاتفية من سيدة مجهولة، تقول إنها وجدت ابنته في حالة متردية بالمحطة البرية “الخروبة” وستبقى بجانبها إلى غاية وصولهم إليها، وهنا سارع والدها للتنقل إلى المكان وصرح “وجدنا شاهيناز تنتظر وبمجرد رؤيتنا هرولت إلينا وعانقتنا”، ليتم استقبال خبر عودتها إلى البيت وسط زغاريد وفرحة عارمة بعد حرقة كبيرة وترقب دام 16 يوما، ولكن”الحمد لله كل ما يهمنا أن شاهيناز عادت إلينا سالمة”.